شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب نكاح الأبكار

          ░9▒ بابُ نِكَاحِ الأبْكَارِ
          وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ لِعَائِشَةَ: (لَمْ يَنْكِحِ النَّبِيُّ صلعم بِكْرًا غَيْرَكِ).
          فيهِ(1) عَائِشَةُ قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ أُكِلَ مِنْهَا(2)، وَوَجَدْتَ شَجَرَةً(3) لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا، في أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ؟ قَالَ: فِي الَّتي لَمْ يُؤكَلْ(4) مِنْهَا، يَعْنِي: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا). [خ¦5077]
          وفيهِ عَائِشَةُ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم: (أُرِيْتُكِ فِي المَنَامِ مَرَّتَيْنِ، إِذَا رَجُلٌ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةِ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَأَكْشِفُهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ). [خ¦5078]
          قال المُهَلَّب: فيه فضل الأبكار على غيرهنَّ، ورُوِيَ عنِ النَّبِيَّ صلعم: أنَّه حضَّ على نكاح الأبكار، وقال: ((إنَّهُنَّ أَطْيَبُ أَفْوَاهًا، وَأَنْتَقُ أَرْحَامًا، وَأَطْيَبُ أَخْلَاقًا))، وقيل في تفسير: ((أَنْتَقُ أَرْحَامًا)) أقبل للولد.
          وفيِه فخرُ النِّساء على ضرائرهنَّ عند الأزواج.
          وفيهِ ضربُ الأمثال وتشبيه الإنسان بالشَّجرة(5).
          وسيأتي معنى قوله ◙: (إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ) في كتاب التَّعبير مِنْ هذا الكتاب في باب كشف المرأة في المنام، إنْ شاءَ اللهُ، فهو أولى به [خ¦7011].


[1] في (ز): ((وفيه)).
[2] قوله: ((منها)) ليس في (ص).
[3] في (ز): ((شجرًا)).
[4] في (ز): ((يرتع)).
[5] في (ز): ((بالشَّجر)).