عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

ذكر معناه
  
              

          ذِكْرُ معناه:
          قوله: (أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ) قال النَّوَوِيُّ: هم زُهَّادٌ مِن الصحابة فُقَراء غُرَباء، كانوا يأوُون إلى مسجد النَّبِيِّ صلعم ، وكانت لهم في آخِرِه صُفَّة؛ وهي مكانٌ مقتَطعٌ مِن المسجد مظلَّلٌ عليه يبيتون فيه، وكانوا يقلُّون ويكثرون، وفي وقتٍ كانوا سبعين، وفي وقتٍ غير ذلك، فيزيدون بمَن يَقدم عليهم، وينقصون بمَن يموت أو يسافر أو يتزوَّج، وفي «التلويح»: «الصفَّة» موضع مظلَّل في المسجد كان للمساكين والغرباء، وهم الأوفاض؛ أي: الفِرَق والأخلاط مِن الناس يأوون إليه، وعدَّ منهم أَبُو نُعَيْم في «الحلية» مئة ونيِّفًا.
          قوله: (كَانُوا أُنُاسًا) وفي رواية الكُشْميهَنيِّ: <كانوا ناسًا> بلا ألف، و(الناس) و(الأناس) بمعنًى واحد.
          قوله: (فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ) أي: مِن أصحاب الصُّفَّة، هذا هو الصواب، وهو الأصحُّ مِن رواية مسلم: (فليذهب بثلاثة) ؛ لأنَّ ظاهرها صيرورتهم خمسةً، وحينئذٍ لا يُمسِكُ رَمَق أحدٍ، بخلاف الواحد مع الاثنين، [وقال القرطبيُّ: لو حمل رواية مسلمٍ على ظاهرها فَسَد المعنى؛ وذلك أنَّ الذي عنده طعامُ اثنين] إذا أكله في خمسةٍ لم يكفِ أحدًا منهم، ولا يُمسِكُ رمَقَه، بخلاف الواحد، قال النَّوَوِيُّ: والذي في «مسلمٍ» أيضًا له وجهٌ، تقديره: فليذهب بمَن يتمَّ ثلاثة، أو بتمام ثلاثة؛ كما قال تعالى: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ}[فصلت:10] أي: في تمام أربعة أيَّام، وقال ابن العربيِّ: لم يقل صلعم : إنَّ طعام الاثنين يُشبِعُ الثلاثة، إِنَّما قال: «يكفي»، وهو غير الشِّبَع، وكانت المواساة إذ ذاك واجبةً لشدَّة الحال.
          قوله: (وَإِنْ أَرْبَعٌ فَخَامِسٍ أَوْ سَادِسٍ) أي: وإن كان عنده طعام أربعٍ فليذهب بخامسٍ أو بسادس، هذا وجه الجرِّ في (خامسٍ) و(سادسٍ)، ويُروى برفعهما، فوجهُه كذلك، لكن بإعطاء المضاف إليه _وهو (أربع) _ إعراب المضاف؛ وهو (طعام)، وبإضمار مبتدأ للفظ (خامس)، وفي رواية مسلمٍ: (مَن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامسٍ بسادس)، وقال الكَرْمَانِيُّ: فَإِنْ قُلْتَ: كيف يتصوَّر السادس إذا كان عنده طعام أربع؟ قُلْت: معناه: فليذهب بخامس أو بسادس مع الخامس، والعقل يدلُّ عليه؛ إذ السادس يستلزم خامسًا، فكأنَّه قال: فليذهب بواحد أو باثنين.
          والحاصل: أنَّ (أو) لا تدلُّ على منع الجمع بينهما، ويحتمل أن يكون معنى (أو سادس) : وإن كان عنده طعام خمس فليذهب بسادسٍ، فيكون مِن باب عطف الجملة على الجملة، وقال ابن مالكٍ: هذا الحديث مِمَّا حُذِف فيه بعد «أن» والفاء فعلان وحرفا جرٍّ باقٍ عملهما، وتقديره: وإن قام بأربعةٍ فليذهب بخامس أو سادس، وفي «التوضيح»: كلمة / «أو» للتنويع، وقيل: للإباحة.
          قوله: (وَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلعم ) قال هنا: (انطلق) وعن أبي بكرٍ قال: (جاء) لأنَّ المجيء هو المشي المقرِّب إلى المتكلِّم، والانطلاق المشي المبعِد عنه.
          قوله: (قَالَ) أي: قال عبد الرَّحْمَن (فَهْوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي) هذه رواية الكُشْميهَنيِّ، وفي رواية المُسْتَمْلِي: <فهو أنا وأمي>، وقوله: (هو) ضمير الشأن، و(أنا) مبتدأ، و(أبي وأمِّي) عطف عليه، والخبر محذوفٌ يدلُّ عليه السِّباق.
          قوله: (وَلَا أَدْرِي) كلام أبي عثمان النَّهْدِيِّ الراوي.
          قوله: (وَخَادِمٌ) بالرفع عطف على (امْرَأَتِي) على تقدير: أن يكون لفظ (امرأتي) موجودًا فيه، وإلَّا فهو عطفٌ على (أمِّي).
          قوله: [(بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْتِ أَبِي بَكْرٍ) ☺ ، هكذا هو في رواية أبي ذرٍّ، والرواية المشهورة]: (بيننا وبين أبي بكرٍ) يعني: مشتركة خدمتها بيننا وبين أبي بكر، قوله: (بين) ظرف لـ(خادم).
          قوله: (تَعَشَّى) أي: أكل العَشاء، وهو بفتح العين: الطعام الذي يؤكل آخر النهار.
          قوله: (ثُمَّ لَبِثَ) أي: في داره.
          قوله: (حَتَّى صُلِّيَتِ) بلفظ المجهول، وهذه رواية الكُشْميهَنيِّ؛ يعني: لفظ (حَتَّى)، وفي رواية غيره: <حيث صُلِّيت>.
          قوله: (العِشَاءُ) أي: صلاة العشاء.
          قوله: (ثُمَّ رَجَعَ) أي: إلى رسول الله صلعم ، وفي «صحيح الإسماعيليِّ»: (ثُمَّ ركع) بالكاف؛ أي: صلَّى النافلة بعد العشاء، فدلَّ هذا على أنَّ قول البُخَاريِّ: (ثُمَّ رجع) ليس مِمَّا اتفق عليه الرواة.
          قوله: (حَتَّى تَعَشَّى النَّبِيُّ صلعم ) وعند مسلمٍ: (حَتَّى نَعَسَ النَّبِيُّ صلعم ).
          قوله: (قالَتْ لَهُ) أي: لأبي بكر (امْرَأَتُهُ) وهي أمُّ رومان؛ بِضَمِّ الراء وفتحها، وقال السهيليُّ: اسمها دَعْد، وقال غيره: زينب، وهي مِن بني فراس بن غَنم بن مالك بن كنانة.
          قوله: (أَوْ ضَيْفِكَ) شكٌّ مِنَ الراوي، وقال الكَرْمَانِيّ: قوله: «ضيفك» فإن قُلْتَ: هم كانوا ثلاثة فلمَ أفرد؟ قُلْتُ: هو لفظ الجنس يطلق على القليل والكثير، أو مصدرٌ يتناول المُثَنَّى والجمع انتهى.
          قُلْتُ: بنى هذا السؤال على أنَّ نسخته كانت (ضيفك) بدون قوله: (أضيافك)، ولكنَّ قوله: (أو مصدر) غيرُ صحيح؛ لفساد المعنى.
          قوله: (أَوَمَا عَشَّيْتِهِم) الهمزة للاستفهام والواو للعطف على مقدِّر بعد الهمزة، ويُروى: <عشيتيهم> بالياء الحاصلة مِن إشباع الكسرة.
          قوله: (أَبَوْا) أي: امتنعوا؛ وامتناعهم مِن الأكل رفقًا به؛ لظنِّهم أنَّهُ لا يجد عشاءً، فصبروا حَتَّى يأكل معهم.
          قوله: (قَدْ عَرَضُوا) بفتح العين؛ أي: الأهل مِن الابن والمرأة والخادم، وفي رواية: <فعرضنا عليهم>، ويروى: <قد عُرِضوا> على صيغة المجهول، ويروى: < عَرَصُوا> بالصاد المُهْمَلة، وقال ابن التين: لا أعلم له وجهًا، ويحتمل أن يكون مِن عَرَص؛ إذا نشط، فكأنَّ أهل البيت نشطوا في العزيمة عليهم، وقال الكَرْمَانِيُّ: وفي بعض النُّسَخ بِضَمِّ العين؛ أي: عُرِض الطعام على الأضياف، فحُذِف الجارُّ وأُوصِل الفعل، أو هو مِن باب القلب؛ نحو: عَرَضتُ الحوضَ على الناقة.
          قوله: (قَالَ: فَذَهَبْتُ) أي: قال عبد الرَّحْمَن.
          قوله: (فَاخْتَبَأْتُ) أي: اختفيت، وكان اختفاؤه خوفًا مِن خصام أبيه؛ لأنَّه لم يكن في المنزل مِن الرجال غيره، أو لأنَّه أوصاه بهم.
          قوله: (فقَالَ) أي: أبو بكر: (يَا غُنْثَرُ) بِضَمِّ الغين المُعْجَمة وسكون النون وفتح الثاء المُثَلَّثة وضمِّها أيضًا، قال ابن قُرْقُولَ: معناه: يا لئيم يا دنيء، وقيل: الثقيل الوَخِم، وقيل: الجاهل، مِن الغثارة؛ وهي الجهل، والنون زائدة، وقيل: مأخوذ مِن الغَثر؛ وهو السقوط، وقال عياض: وعن بعض الشيوخ: «يا عَنْتَر» بفتح العين المُهْمَلة وسكون النون وفتح التاء المُثَنَّاة مِن فوق، وهو الذباب الأزرق، شبَّهه به تحقيرًا له، والأَوَّل هو الرواية المشهورة، قاله النَّوَوِيُّ.
          قوله: (فَجَدَّعَ) بفتح الجيم وتشديد الدال المُهْمَلة وفي آخره عين مُهْمَلة؛ أي: دعا بالجَدْع؛ وهو قطع الأنف أو الأذن أو الشَّفَة، وهو بالأنف أخصُّ، وقيل: معناه: السبُّ، قال القرطبيُّ: فيه البُعْدُ؛ لقوله: «فجدَّع وسبَّ»، وقال ابن قُرْقُولَ: وعند المَرْوَزِيِّ بالزاي، قال: وهو وهمٌ، وقال القرطبيُّ: وكلُّ ذلك مِن أبي بكر ☺ على ابنه؛ ظنًّا منه أنَّهُ فرَّط في حقِّ / الأضياف، فلمَّا تبيَّن له أنَّ ذلك كان مِن الأضياف؛ أدَّبهم بقوله: (كُلُوا لَا هَنِيئًا)، وحلف ألَّا يَطعمَه، وقيل: إنَّهُ ليس بدعاء عليهم إِنَّما هو خبرٌ؛ أي: لم تتهنُّوا به في وقته، وقال السفاقسيُّ: إِنَّما خاطب بذلك أهلَه لا أضيافه، و(هنيئًا) : منصوب على أنَّ فعله محذوفٌ واجبٌ حذفه في السماع، والتقدير: هنَّأك الله هنيئًا، وههنا دخلت عليه حرف النفي.
          قوله: (وَايْمُ اللهِ) مبتدأ، وخبره محذوفٌ؛ أي: ايم الله قسمي، وهمزته همزة وصلٍ لا يجوز فيها القطع عند الأكثرين، والأصل فيه: يمين الله، ثُمَّ جمع (اليمين) على (اَيمُن)، ولمَّا كثُرَ استعماله في كلامهم خفَّفوه بحذف النون فقالوا: ايمُ الله، وفيه لغاتٌ قد ذكرناها في (باب الصعيد الطيِّب وضوء المسلم).
          قوله: (إلَّا رَبَا) أي: زاد.
          قوله: (وَصَارَتْ) أي: الأطعمة.
          قوله: (أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ) بالثاء المُثَلَّثة، ويروى بالباء المُوَحَّدة.
          قوله: (فَإِذَا هِيَ كَمَا هِي) أي: فإذا الأطعمة كما هي على حالها لم تنقص شيئًا، والفاء فيه فاء المفاجأة.
          قوله: (فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ) أي: فقال أبو بكر لزوجته؛ وهي أمُّ عبد الرَّحْمَن أمُّ رومان.
          قوله: (يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ) [إِنَّما قال كذلك؛ لأنَّها بنت عبد دُهْمان _بِضَمِّ الدال المُهْمَلة وسكون الهاء_ أحد بني فراس] بن غَنم بن مالك بن كنانة، كما ذكرناه عن قريبٍ، وقال النَّوَوِيُّ: معناه يا مَن هي مِن بني فراس.
          قوله: (مَا هذََا؟) استفهام مِن أبي بكر عن حال الأطعمة.
          قوله: (قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي) كلمةُ (لا) زائدةٌ للتأكيد، ونظائره مشهورة، ويحتمل أن تكون نافيةً، وثمَّة محذوف؛ أي: لا شيء غير ما أقول، وهو قولها: (وقرَّة عيني) الواوُ فيه واوُ القسم، و(قُرَّة العين) بِضَمِّ القاف وتشديد الراء، يُعبَّر بها عنِ المسرَّة، ورؤية ما يحبُّ الإنسان، قيل: إِنَّما قيل ذلك لأنَّ عينه تقرُّ لبلوغه أمنيَّتَه ولا تستشرف لشيء، فيكون مشتقًّا مِن القرار، وقيل: مأخوذ مِن (القُرِّ) بالضمِّ؛ وهو البَرْد؛ أي: أنَّ عينه باردةٌ لسرورها وعدم تقلُّقها، وقال [الأصمعيُّ: أقرَّ الله عينه؛ أي: أبرَدَ دَمْعَه؛ لأنَّ دمعة الفَرَح باردةٌ ودمعة الحُزن حارَّة، وقال] الداوديُّ: أرادت بـ(قرَّة عينها) النَّبِيَّ صلعم فأقسمت به، وقال ثعلب: تقول: قرِرْتُ به عينًا أَقَرُّ، وفي «الغريب المصنَّف» و«الإصلاح»: قرِرْت وقرَرت قُرَّةً وقَرورًا، وفي «كتاب المُثَنَّى» لابن عُدَيس: وقَرَّةً، وحكاها ابن سِيدَه، وفي «الصحاح»: تقِرُّ وتقَرُّ، وأقرَّ الله عينَه: أعطاه حَتَّى تقرَّ، فلا يطمح إلى مَن هو فوقه. وقال ابن خالَوَيه: أي: ضَحِكتُ فخرج مِن عيني ماء قَرُورٌ، وهو البارد، وهو ضدُّ أسخن الله عينَه، قال القزَّاز: وقال أبو العَبَّاس: ليس كما ذكر الأصمعيُّ مِن أنَّ دمعة الفرح باردةٌ والحزن حارَّة، قال: بل كلُّ دمع حارٌّ، قالوا: ومعنى قولهم: (هو قرَّة عيني) إِنَّما يريدون هو رضا نفسي، قال: و(قرَّة العين) ناقة تؤخذ مِن المغنم قبل أن يقسم، فيطبخ لحمها ويصنع، فيجتمع أهل العسكر عليه، فيأكلون منه قبل القسمة، فإن كان مِن هذا فكأنَّه دُعيَ له بالفَرَح والغنيمة، وفي «الكتاب الفاخر»: قال أبو عَمْرو: معناه: أنام الله عينك؛ المعنى: صادف سرورًا أذهب سهره فنام، وحكى القاليُّ: أقرَّ الله عينك، وأقر الله بعينك.
          قوله: (فَأَكَلَ مِنْهَا) أي: مِنَ الأطعمة.
          قوله: (إِنَّما كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ يَعْنِي: يَمِينَه) وهو قوله: (وَاللهِ لَا أَطْعَمُهُ أَبدًا).
          قوله: (ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً) وتَكرار الأكل مع أنَّهُ واحدٌ لأجل البيان؛ لأنَّه لمَّا وقع الأَوَّل أراد رفع الإيهام بأنَّه أكل لقمة، وأَمَّا تركه اليمين ومخالفته لأجل إتيانه بالأفضل؛ للحديث الذي وَرَد فيه، أو كان مراده: لا أطعَمه معكم، أو في هذه الساعة، أو عند الغضب، وهذا مبنيٌّ على أنَّهُ يقبل التقييد إذا كان اللفظ عامًّا، وعلى أنَّ الاعتبار لعموم اللفظ أو لخصوص السبب.
          وقوله: (إِنَّمَا كَانَ ذَلَكَ مِنَ الشَّيْطَانِ) وفي رواية: (الأولى مِنَ الشيطان) يعني: يمينه، فأخزاه بالحنث الذي هو خيرٌ، وفي بعض الروايات: (لمَّا جاء بالقصعة إلى النَّبِيِّ صلعم ؛ أكل منها). /
          قوله: (فَأَصَبْحَتْ عِنْدَهُ) أي: أصبحت الأطعمةُ عند النَّبِيِّ صلعم .
          قوله: (عَقْدٌ) أي: عهد مهادنة، وفي رواية: <وكانت بيننا> والتأنيث باعتبار (المهادنة).
          قوله: (فَفَرَّقَنَا) الفاءُ فيه فاءُ الفصيحة؛ أي: فجاؤوا إلى المدينة ففرَّقنا، مِنَ التفريق؛ أي: جعل كلَّ رجلٍ مع اثْنَي عَشَرَ [فرقةً، وفي مسلم: (فعرَّفَنا) بالعين والراء المشدَّدة؛ أي: جَعَلَنا عُرَفاء نُقَباء على قومهم، وقال الكَرْمَانِيُّ: وفي بعض الرواية: <فقرَينا> مِن القِرَى، بمعنى الضيافة.
          قوله: (اثْنَي عَشَرَ) ]
وفي «البُخَاريِّ» ومعظم نسخ «مسلمٍ»: (اثنا عشر)، وفي بعض نسخ مسلمٍ: (اثْنَي عَشَرَ) وكلاهما صحيح؛ الأَوَّل: على لغة مَن جعل المُثَنَّى بالألف في الأحوال الثلاثة، وقال السفاقسيُّ: لعلَّ ضبطه: «فَفُرِّقنا» بِضَمِّ الفاء الثانية، وترتفع «اثنا عشر» على أنَّهُ مبتدأ، وخبرُه (مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ).
          قوله: (اللهُ أَعْلَمُ) جملةٌ معترضةٌ؛ أي: أناسٌ الله يعلم عددهم.
          قوله: (كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ؟) مميِّز (كم) محذوف؛ أي: كم رجلًا مع كلٍّ رجل.
          قوله: (أَوْ كَمَا قَالَ) شكٌّ مِن أبي عثمان، وفاعلُ (قال) عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر ☻.