عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الصلوات الخمس كفارة
  
              

          ░6▒ (ص) بابٌ الصَلَوَاتُ الخَمْسُ كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا.
          (ش) (بابٌ) مُنوَّنٌ؛ تقديره: هذا بابٌ يُذكَرُ فيه الصلواتُ الخَمْسُ كَفَّارةٌ، وهكذا وَقَع في أكثر الروايات، وفي بعضِ الرواياتِ الترجمةُ سقطت، وعليه مشى ابن بَطَّالٍ ومَن تبِعَه، وفي روايةِ الكُشْميهَنيِّ: <بابٌ الصلواتُ الخمسُ كفَّارة للخطايا إذا صلَّاهنَّ لوقتهنَّ في الجماعة وغيرها>.
          وقوله: (الصَلَوَاتُ) مبتدأٌ، و(الخَمْسُ) صفتُه، و(كَفَّارَةٌ) خبرُه، وقد مرَّ تفسير (الكفَّارة).
          و(الخَطَايَا) جمع (خَطيئة) وهي الإثمُ، يقال: خَطِئَ يَخطَأُ خِطْئًا وخِطْأةً؛ على وزنِ (فِعْلة) بكسر الفاء، و(الخَطيئة) على وزن (فَعِيلة) الاسمُ، ولك أن تُشدِّدَ الياء؛ لأنَّ كلَّ ياءٍ ساكنةٍ قبلها كسرةٌ أو واوٍ ساكنةٍ قبلها ضمَّةٌ، وهما زائدتانِ للمدِّ لا للإلحاق، ولا هما مِن نفس الكلمة؛ فإنَّك تقلبُ الهمزة بعد الواو واوًا، وبعد الياءِ ياءً، وتُدغِمُ، وتقول في (مَقْروء) : مَقْروٍّ، وفي (خَطيئة) : خَطيَّة، وأصلُ (الخطايا) (خَطائِئ)، على وزن (فعائِل)، فلمَّا اجتمعتِ الهمزتانِ قُلِبتِ الثانيةُ ياءً؛ لأنَّ قبلها كسرةً، ثُمَّ استُثقِلَت، والجمعُ ثقيل، وهو مُعتلٌّ مع ذلك، فقُلِبتِ الياءُ ألِفًا، ثُمَّ قُلِبتِ الهمزةُ الأولى ياءً؛ لخفائِها بين الألِفينِ.