نجاح القاري لصحيح البخاري

باب إثم من عاهد ثم غدر

          ░17▒ (بابُ إِثْمِ مَنْ عَاهَدَ ثُمَّ غَدَرَ) أي: نقض العهد (وَقَوْلِهِ تَعَالَى) بالجر عطفاً على مدخول باب ({الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ} [الأنفال:56]) وهذا بدل: {مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} في الآية السابقة بدل البعض للبيان والتَّخصيص، وهم يهود قريظة؛ عاهدهم رسول الله صلعم : أن لا يمالئوا عليه، فأعانوا المشركين بالسِّلاح وقالوا: نسينا، ثمَّ عاهدهم، فنكثوا ومالئوهم عليه يوم الخندق، وركب كعب الأشرف إلى مكَّة فحالفهم(1) . و(من) لتضمين المعاهدة معنى الأخذ، والمراد بالمرَّة: مرَّة المعاهدة أو المحاربة.
          ({وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ} [الأنفال:56]) سبَّة الغدر ومغبَّته، أو لا يتقون / الله فيه، أو نصرة للمؤمنين، وتسليطه عليهم، والغدر حرامٌ باتِّفاق؛ سواء كان في حقِّ المسلم أو الذَّمي.


[1] في هامش الأصل: وإنما وصف الحج بالأكبر؛ لأن المراد بالحج ما يقع في ذلك اليوم من أعماله، فإنه أكبر من باقي الأعمال، أو لأن ذلك الحج اجتمع فيه المسلمون والمشركون ووافق عيده أعياد أهل الكتاب، أو لأنَّه ظهر فيه عز المسلمين وذل المشركين. قاضي.