نجاح القاري لصحيح البخاري

باب الوصايا بأهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم

          ░3▒ (باب الْوَصَايا) بفتح الواو والمهملة مخففاً، بمعنى: الوصيَّة.
          قال الجوهريُّ: أوصيت له بشيءٍ وأوصيت إليه، إذا جعلته وصيك، والاسم: الوِصَاية، بكسر الواو وفتحها، وأوصيتُه ووصَّيته تَوْصِيةً والاسم: الوصاة والوصية، وقد تقدم بسطه في أول كتاب الوصايا [خ¦55/1-4278]، وفي بعض النسخ: <باب الوصايا>.
          (بِأَهْلِ ذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلعم ) وإنما أضاف الذِّمَّة إلى رسول الله صلعم ؛ لأنَّ الذِّمَّة التي هي العَهْدُ عهدٌ بينهم وبين رسول الله صلعم .
          (وَالذِّمَّةُ: الْعَهْدُ، وَالإِلُّ: الْقَرَابَةُ) فسَّر البخاري الذمَّة: بالعهد، وهي تجيء بمعنى العهد والأمان والضَّمان والحرمة والحق، وسمِّي أهل الذِّمة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم.
          وأمَّا الإِلُّ: فهو بكسر الهمزة وتشديد اللام، وقد فسَّره بالقرابة، وهو تفسير الضَّحَّاك في قوله تعالى: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلَا ذِمَّةً} [التوبة:10].
          وهو كقول الشَّاعر:
وَأَشْهَدُ أَنَّ إِلَّكَ مِنْ قُرَيْشٍ                     كَإِلِّ السَّقْفِ مِنْ رَأْلِ النَّعَامِ
          وقال أبو عبيدة في «المجاز»: /
          الإِلِّ: العهد والميثاق واليمين. وقال غيره: يُطْلَقُ الإِلُّ أيضاً على العهد وعلى الجوار، وعن مجاهد: الإِلُّ: الله، وأنكره عليه غيرُ واحدٍ.