إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لا يمنعن أحدًا منكم نداء بلال

          5298- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ) بفتح الميم واللام بينهما سين مهملة ساكنة، ابن قعنبٍ الحارثيُّ، أحدُ الأعلام قال: (حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ) أبو معاوية البصريُّ (عَنْ سُلَيْمَانَ) ابن طَرْخان (التَّيْميِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ) عبد الرَّحمن بن مُـَـِلٍّ♣ النَّهديِّ (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ☺ ) سقط لابن عساكرَ لفظ «عبد الله»(1) أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ نِدَاءُ بِلَالٍ _أَوْ قَالَ: أَذَانُهُ_ مِنْ سَحُورِهِ) بفتح السين في الفرع اسم ما يتسحَّر به من الطَّعام والشَّراب، وبالضم المصدرُ وهو الفعلُ نفسه، وأكثر ما يروى بالفتح (فَإِنَّمَا يُنَادِي _أَوْ قَالَ: يُؤَذِّنُ_) بليلٍ (لِيَرْجِعَ) بفتح الياء وكسر الجيم (قَائِمُـَكُمْ) بالرفع في الفرع كأصله على(2) الفاعليَّة، أو بالنصب على المفعولية. قال الكِرمانيُّ: باعتبار أن يرجعَ مشتقٌّ من الرُّجوع أو الرَّجع. ولم يذكرْ في «الفتح» غير النَّصب، أي: يعود متهجِّدكم إلى الاستراحةِ بأن ينام ساعةً(3) / قبل الصُّبح (وَلَيْسَ أَنْ يَقُولَ) هو من إطلاقِ القول على الفعلِ (كَأَنَّهُ يَعْنِي: الصُّبْحَ _أَوِ: الفَجْرَ_) بالشَّكِّ كالسَّابق من الرَّاوي، والصُّبح خبر ليس، أي: ليس الصُّبح المعتبر أن يكون مستطيلًا من العلوِّ إلى السُّفل، بل المعتبر أن يكون مُعترضًا من اليمين إلى الشِّمال (وَأَظْهَرَ يَزِيدُ) بن زُريع راويهِ (يَدَيْهِ) بالتَّثنية، من الظُّهور، بمعنى العلوِّ، أي: أعلى يديهِ ورفعهما طويلًا، إشارةً إلى صورة الفجرِ الكاذبِ (ثُمَّ مَدَّ إِحْدَاهُمَا مِنَ الأُخْرَى) إشارةً إلى الفجر الصَّادق.
          وسبق هذا الحديث في «الصَّلاة» [خ¦621].


[1] «سقط لابن عساكر لفظ عبد الله»: ليست في (د).
[2] في (د): «بالرفع على».
[3] «ساعة»: ليست في (م) و(د).