إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب: من خير نساءه

          ░5▒ (بابُ مَنْ خَيَّرَ نِسَاءَهُ) وفي نسخة: ”أزواجَه“ أي: بين أن يطلِّقنَ أنفسهنَّ، أو يستمررنَ في العِصمة (وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى) لرسوله صلعم : ({قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا}) أي: السَّعة في الدُّنيا وزهرتها ({فَتَعَالَيْنَ}) أقبلنَ بإرادتكنَّ واختياركنَّ لأحد أمرين، ولم يردْ نهوضهنَّ إليه بأنفسهنَّ ({أُمَتِّعْكُنَّ}) أعطكنَّ مُتعة الطَّلاق ({وَأُسَرِّحْكُنَّ}) وأطلِّقكنَّ ({سَرَاحًا جَمِيلًا}[الأحزاب:28]) لا ضررَ فيه، وهذا أمرٌ من الله تعالى لرسوله صلعم أن يخيِّر نساءَه(1) بين(2) أن يُفارقهنَّ فيذهبنَ إلى غيرهِ ممَّن يحصل لهنَّ عنده الدُّنيا وزُخرفها، وبين الصَّبر على(3) ما عندهُ من ضيقِ الحالِ، ولهنَّ عند الله في ذلك الثَّواب الجزيل، فاخترنَ ╢ رضا الله ورسولَه والدَّارَ الآخرة، فجمعَ الله تعالى لهنَّ بعد ذلك بين خيري(4) الدُّنيا وسعادة الآخرة.


[1] في (ص): «لنسائه».
[2] «بين»: ليست في (م) و(ص) و(د).
[3] في (ص): «إلى».
[4] في (م): «خير».