إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: تنام عيني ولا ينام قلبي

          3569- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ) القَعنبيُّ (عَنْ مَالِكٍ) الإمامِ (عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ) بضمِّ الموحَّدة (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بنِ عوفٍ (أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ ♦ : كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صلعم فِي) ليالي (رَمَضَانَ؟ قَالَتْ: مَا كَانَ يَزِيدُ فِي) ليالي (رَمَضَانَ وَلَا في) ليالي (غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً) أي: غيرَ ركعتي الفجر، وثبت: «في» مِن قولِه‼: ”ولا في غيره“ لأبي ذرٍّ، وسقطتْ لغيره (يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ) أي: هُنَّ(1) مستغنِياتٍ _لظهور حُسنهنَّ وطولهنَّ_ عنِ السؤال عنه والوصف / (ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا) أُخرى(2) (فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا) قالت: (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ تَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟) استفهامٌ محذوفُ الأداةِ (قَالَ) ╕ : (تَنَامُ عَيْنِي) بالإفراد (وَلَا يَنَامُ قَلْبِي) وهذا مِن خصائصه، فيقظةُ قلبه تمنعُه مِنَ الحَدَثِ.
          وهذا الحديث قد سبق في «التهجد» [خ¦1147].


[1] ليست في (م).
[2] في (م): «آخرين».