إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة

          3520- وبه قال: (حَدَّثَنَا) بالجمعِ، ولغير أبي ذرٍّ: ”حدَّثني“ (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) بن رَاهُوْيَه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ) بنِ سليمانَ القُرشيُّ الكوفيُّ صاحبُ الثوريِّ قال: (أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ) بنُ يُونُسَ بنِ أبي إسحاقَ السَّبيعيُّ (عَنْ‼ أَبِي حَصِينٍ) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين، عثمانَ بنِ عاصمٍ الأسديِّ (عَنْ أَبِي صَالِحٍ) ذكوانَ الزياتِ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: عَمْرُو بْنُ لُحَيِّ بْنِ قَمْعَةَ) «عَمرْو» _بفتح العين وسكون الميم_ مبتدأٌ، و«لُحَيّ» _بضمِّ اللَّام وفتح الحاء المهملة مصغَّرًا_ اسمُه ربيعةُ، و«قَمْعَة»: بفتح القاف وسكون الميم، كذا لأبي ذرٍّ، وقال الشرفُ اليُونينيُّ: ورأيتُه أنا في نسخةِ ابن الخطيب بروايته عن أبي ذرٍّ: بفتح القاف وسكون الميم، وروايتي عن والدي أبي عبد الله محمَّد اليونينيِّ ☼ : بكسر القاف مع تشديد الميم، وكذلك كان يقرؤه، وعن الحافظ عبد الغني المقدسيِّ أحدِ شيوخ هذا الشأن، كذا رأيتُه بخطِّ الشرف على نسخة «اليونينية»، وبفتحها للأكثر مع تخفيف الميم، وللباجي عن ابن ماهان: بكسر القاف وتشديد الميم وكسرها (ابْنِ خِنْدِفَ) بكسر الخاء المعجمة والدال المهملة بينهما نونٌ ساكنةٌ وآخره فاء، غيرُ مصروفٍ، لأنَّها أمُّ القبيلة، وهي ليلى بنت حُلْوان بن عِمران بن إلحاف بن قُضاعة، ولُقِّبتْ بخِنْدِف، لأنَّ زوجَها إلياسَ بنَ مُضَرَ والدَ قمعة لمَّا مات حَزِنتْ عليه حُزنًا شديدًا، بحيث هجرتْ أهلَها ودارَها وساحتْ في الأرضِ حتى ماتتْ، فكان مَنْ رأى أولادَها الصغار يقول: مَن هؤلاء؟ فيقال: بنو خِنْدِف، إشارةً إلى أنَّها ضيَّعتْهم، واشتهر بنوها بالنسب إليها دونَ أبيهم، قال قائلُهم:
أُمَّـهـتِـي(1) خِــنْــدِفُ والـيَــاسُ أَبِــي                     . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
          وخبرُ المبتدأ هو قولُه: (أَبُو خُزَاعَةَ) بضمِّ الخاء وفتح الزاي المخفَّفة وبالمهملة، وهو(2) يُؤيِّدُ قولَ مَن قال: إنَّ خُزاعةَ مِن مُضَر، وقال الرُّشاطيُّ: خُزاعةُ هو عَمرُو بنُ ربيعةَ، وربيعة هذا هو لُحيُّ بنُ حارثةَ بنِ عَمرِو مزيقيا بنِ عامرِ بنِ ماءِ السماءِ بنِ الغطريفِ بنِ امرئِ القيسِ بنِ ثعلبةَ بنِ مازنِ بنِ الأزدِ، وهذا مذهب من يرى أنَّ خزاعةَ مِنَ اليمنِ، وجمعَ بعضُهم بين القولين، فزعم أنَّ حارثةَ بنَ عمرٍو لمَّا ماتَ قَمْعَةُ ابنُ خِنْدِف كانتِ امرأتُه حاملًا بلُحيٍّ، فولدتْه وهي(3) عندَ حارثةَ، فتبنَّاه فنُسبَ إليه، فعلى هذا هو مِنْ مُضَرَ بالولادة ومِنَ(4) اليمنِ بالتبنِّي، وقال ابنُ الكلبيِّ في سبب تسميته خُزاعةَ: إن(5) أهلَ سبأَ(6) لمَّا تفرَّقوا بسبب سيل العَرِم نزلَ بنو مازنٍ على ماءٍ يُقال له: غسَّان، فمَن أقامَ به فهو غسَّانيٌّ، وانخزعتْ منهم بنو عَمرِو بنِ لُحيٍّ عن قومِهِم، فنزلوا مكَّةَ وما حولَها، فسُمُّوا خُزاعةَ، وتفرَّقَ(7) سائرُ الأزدِ، وفي ذلك يقولُ حسَّانُ:
ولــمَّـا نـزلْـنا بطـنَ مُـرٍّ تَـخَـزَّعَتْ                     خُـزاعـةُ مـنَّـا في جُـمـوعٍ كَرَاكْـِرِ
          وهذا الحديث من أفراد البخاريِّ.


[1] في (م) و(ب): «أمي».
[2] في غير (د): «وهذا».
[3] «وهي»: ليست في (ص) و(م).
[4] في (ص): «من» بغير واو.
[5] في (ص): «من».
[6] في (د): «اليمن»، وفي نسخة كالمثبت.
[7] في (س): «وتفرَّقت».