إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أن رسول الله طرقه وفاطمة بنت النبي ليلة

          1127- وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ) الحكم بن نافع (قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ) هو ابن أبي حمزة (عَنِ) ابن شهابٍ (الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ) بضمِّ الحاء، المشهور بزين العابدين (أَنَّ) أباه (حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ) ☺ (أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ صلعم ) وفي «اليونينيَّة»: « ◙ » بدل التَّصلية، و«فاطمة» نُصب عطفًا على الضَّمير المنصوب في سابقه (لَيْلَةً) من اللَّيالي، ذكرها؛ تأكيدًا، وإلا؛ فالطُّروق: هو الإتيان ليلًا (فَقَالَ) ╕ لهما حثًّا وتحريضًا: (أَلَا تُصَلِّيَانِ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ) هو من المتشابه، وفيه طريقان: التَّأويل والتَّفويض، وفي رواية حكيم بن حكيم عن الزُّهريِّ عن عليٍّ بن الحسين عن أبيه عند النَّسائيِّ: قال عليٌّ: «فجلستُ وأنا أَعْرُكُ(1) عيني، وأنا أقول: والله ما نصلِّي إلَّا ما كتب الله(2) لنا، وإنَّما أنفسنا بيد الله» (فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا؛ بَعَثَنَا) بفتح المثلَّثة(3) فيهما، أي: إذا شاء الله أن يوقظنا أيقظنا (فَانْصَرَفَ) ╕ عنَّا مُعرضًا مُدبرًا (حِينَ قُلْنَا) وللأربعة(4): ”حين قلتُ له“ (ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا) بفتح أوَّل «يرجع» أي: لم يجبني بشيءٍ (ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهْوَ) أي: حال كونه(5) (مُوَلٍّ) مُعرِضٍ مُدبرٍ، حال كونه (يَضْرِبُ فَخِذَهُ) متعجِّبًا من سرعة جوابه وعدم موافقته له(6) على الاعتذار بما اعتذر به، قاله النَّوويُّ (وَهْوَ يَقُولُ / : { وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا }[الكهف:54]) قيل: قاله تسليمًا لعذره، وأنَّه لا عتب عليه، قال ابن بطَّال: ليس للإمام أن يُشَدِّد في النَّوافل، فإنَّه صلعم قَنِعَ بقوله: أنفسنا بيد الله؛ فهو في(7) عذرٍ في النَّافلة لا في الفريضة.
          ورواة هذا الحديث السِّتة ما بين حمصيٍّ ومدنيٍّ، وإسناد زين العابدين من أصحِّ الأسانيد وأشرفها الواردة فيمن روى عن أبيه عن جدِّه، وفيه التَّحديث، والإخبار، والعنعنة، والقول، وأخرجه المؤلِّف أيضًا(8) في «الاعتصام» [خ¦7347] و«التَّوحيد» [خ¦7465]، ومسلمٌ في «الصَّلاة» وكذا النَّسائيُّ.


[1] في الأصول الخطية «أحرك» والتصحيح من النسائي (1612)، وهو الذي في «الفتح».
[2] اسم الجلالة «الله»: ليس في (د).
[3] في غير (د) و(س): «المثنَّاة».
[4] كتب فوقها في (ص): «5 ص س ط».
[5] في (ب) و(س): «والحال أنَّه».
[6] «له»: ليس في (م).
[7] «في»: مثبتٌ من(ص) و(م).
[8] زيد في (ج) و(ص) و(م): «وكذا».