الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب الخطبة بعد العيد

          ░8▒ (باب: الخُطْبَة بَعْد العِيْد)
          تقدَّم بعض ما يتعلَّق به في الباب السَّابق، ويشكل هاهنا التَّكرار كما تقدَّم في / كلام السِّنديِّ.
          قال الحافظ: وهذا الباب ممَّا يرجِّح رواية الَّذين أسقطوا قوله: (والصَّلاة قبل الخطبة) مِنَ التَّرجمة السَّابقة، وهم الأكثر، وقيل: أعاده اهتمامًا بشأنه لكونه في السَّابق تبعًا(1). انتهى.
          ولعلَّ المقصود مِنْ هذا الباب الرَّدُّ على ما أحدثه بنو أميَّة.
          ومناسبة الحديث الثَّالث بالتَّرجمة بأنَّه مِنْ تتمَّة الخطبة، قاله الكَرمانيُّ، وجزم به الحافظ، ويبعد ما قالَ العَينيُّ: مطابقته للتَّرجمة تأتي بتكلُّف مِنْ أن التَّرجمة مشتملة على العيد، والمراد منه صلاة العيد، وأشار بالحديث إلى أنَّ صلاة العيد ركعتان(2). انتهى.
          قال الحافظ: وأمَّا حديث البراء فظاهره يخالف التَّرجمة لأنَّ قوله: (أوَّل ما نبدأ به...) إلى آخره، مُشعر بأنَّه وقع قبل الصَّلاة، وهذا الكلام كان مِنَ الخطبة، فيستلزم تقديم الخطبة على الصَّلاة، والجواب أنَّ المراد أنَّه صلعم صلَّى العيد ثمَّ خطب فقال هذا الكلام، قال ابن بطَّالٍ: غلط النَّسائيُّ إذ بوَّب عليه: الخطبة قبل الصَّلاة، وخفي عليه أنَّ العرب قد تضع المستقبل مكان الماضي، وكأنَّه ╕ قال: أوَّل ما يكون به الابتداء في هذا [اليوم] (3) الصَّلاة الَّتِي قدَّمنا فِعلها(4). انتهى.


[1] فتح الباري:2/454 مختصرا
[2] ما بين حاصرتين من عمدة القاري:6/284 وقد سقط مِنَ الأصلِ
[3] قوله: ((اليوم)) ليس في (المطبوع).
[4] ما بين حاصرتين من فتح الباري:2/454 و قد سقط مِنَ الأصلِ