إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: شقيت إن لم أعدل

          3138- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) الفراهيديُّ الأزديُّ مولاهم قال: (حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ) السَّدوسيُّ، وسقط لغير أبوي ذرٍّ والوقت «ابن خالدٍ» قال: (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) الأنصاريِّ ( ☻ ) أنَّه (قَالَ: بَيْنَمَا) بالميم (رَسُولُ اللهِ صلعم يَقْسِمُ غَنِيمَةً بِالجِعْرَانَةِ) بكسر الجيم وسكون العين، وهذه الغنيمة(1) كانت غنيمة هوازن، وجواب «بينما» قوله: (إِذْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ) هو ذو الخويصرة التَّميميُّ: (اعْدِلْ، فَقَالَ لَهُ: شَقِيتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ) بفتح الشِّين المُعجَمة والفوقيَّة، أي: ضللت أنت أيُّها التَّابع إذا كنتُ لا أعدل(2)؛ لكونك تابعًا ومقتديًا بمن لا يعدل، أو حيث تعتقد في نبيِّك هذا القول لأنَّه لا يصدر عن مؤمنٍ، لكن لا يلائمه(3) حينئذٍ قوله: «إن لم أعدل» إلَّا أن يُقدَّر له جوابٌ محذوفٌ، ولأبوي ذرٍّ والوقت(4) وابن عساكر: ”قال: لقد(5) شَقِيتُ“ بحذف فاء «فقال» ولفظ «له» وزيادة: ”لقد“ وضمِّ تاء ”شقيت“ ومعناه ظاهرٌ ولا محذورَ فيه، والشَّرط لا يستلزم الوقوع لأنَّه ليس ممَّن لا يعدل حتَّى يحصل له الشَّقاء، بل هو عادلٌ فلا يشقى، حاشاه الله ممَّا يكره.


[1] في غير (د) و(م): «القسمة».
[2] زيد في (م): «أي».
[3] في (ص) و(ل): «لائمه»، وهو تحريفٌ.
[4] في (د): «ولأبي ذرٍّ ولأبي الوقت».
[5] «لقد»: مثبتٌ من (د) و(س).