التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن بلالًا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي

          617- قوله: (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ): تقدَّم أنَّه الزُّهريُّ الإمامُ، العالمُ المشهورُ، مُحَمَّدُ بن مُسْلِم بن عُبَيد الله بن عَبد الله بن شهاب.
          قوله: (إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ...) إلى قوله: (ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ): سيأتي الكلام على ابن أمِّ مكتوم قريبًا.
          تنبيهٌ: قال أبو عُمَرَ ابنُ عبد البَرٍّ في «استيعابه» في ترجمة أُنَيسة بنت خُبَيب بن(1) إساف الأنصاريَّة: (حديثُها عند شعبة عن خُبَيب، عن عمِّته أُنَيسة، واختُلِف فيه على شعبة؛ فمنهم مَن يقول: «إنَّ ابن أمِّ مكتوم ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتَّى يناديَ بلالٌ»، ومنهم مَن يقول فيه كما روى ابنُ عُمَرَ: «إنَّ بلالًا ينادي بليل»، وهو المحفوظُ والصَّوابُ إنْ شاء الله تعالى)، انتهى، [وقال ابنُ الجوزيِّ: إنَّه انقلب أيضًا على الرَّاوي(2)]، ورأيتُ بعضَهم قال: (إنَّ بينهما نُوَبًا، فتارةً كذا وتارةً كذا)، وما قاله أبو عُمَرَ وابنُ الجوزيِّ(3) رأيتُ بعضَ الحُفَّاظ المُتأخِّرين قالَه، والله أعلم.
          ثمَّ إنِّي رأيتُ هذا الحديثَ في «المسند» لأحمد، وساق سندًا إلى شعبة عن خُبَيب قال: سمعت عمَّتي تقول وكانت حَجَّتْ مع النَّبيِّ صلعم قالت(4): كان النَّبيُّ صلعم يقول: «إنَّ ابنَ أمِّ مكتوم ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتَّى يناديَ بلالٌ»، أو «إنَّ بلالًا ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتَّى يناديَ ابنُ أمِّ مكتوم»، وكان يصعَد هذا وينزل(5) هذا، فنتعلَّق به، فنقول(6): كما أنت حتَّى أَتسحَّرَ _وعند النَّسائيِّ بعضُه، والله أعلم، [وعزا حديثَ أنيسةَ شيخُنا المُؤلِّفُ لأحمدَ وابنِ حِبَّان وابنِ خزيمة](7)_ وفيه أيضًا إلى شعبة عن خُبَيب...؛ فذكر نحوه، وفيه من طريقٍ آخرَ عن خبيب عن عمَّته أُنَيسة ابنة خُبَيب مرفوعًا: «إذا أذَّن ابنُ أمِّ مكتوم؛ فكلوا واشربوا، وإذا أذَّن بلالٌ؛ فلا تأكلوا ولا تشربوا...»؛ الحديث، وقد رواه النَّسائيُّ مُختصَرًا.
          قوله: (وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى...) إلى آخره: قائل هذا الكلام ذكر البيهقيُّ أنَّه ابنُ شهاب، وقال الخطيب: جعلها بعضُهم مِن قول ابن شهاب، وآخرُ مِن قول سالم، وفي «الجمع» للحُمَيديِّ: (رواه عبد العزيز بن أبي سلمة عنِ ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه: وكان ابنُ أمِّ مكتوم...) إلى آخره، وقال صاحب «المغني»: (إنَّه مِن قول ابن عُمَر)؛ يعني: كما قال في «الجمع»، قاله شيخنا الشَّارح ولخَّصته، فالجملة إذن: ثلاثةُ أقوالٍ في القائل، والله أعلم.
          تنبيهٌ: ذكرتُ لك العميان من الأنبياءِ والأشرافِ والصحابةِ وبعضِ التَّابعين في أوَّل هذا التعليق عند(8) قوله: (وكان شيخًا كبيرًا قد عمِي)؛ يعني: ورقة [خ¦3].


[1] (ابن): سقط من (ب).
[2] في (ب): (انقلب على الراوي أيضًا)، وما بين معقوفين سقط من (ج)، وكلام ابن الجوزي في «جامع المسانيد» ░8/53▒.
[3] (وابن الجوزي): سقط من (ج).
[4] في (ج): (قال).
[5] في (ب): (فينزل).
[6] (فيقول): سقط من (ج).
[7] ما بين معقوفين سقط من (ج)، وانظر «التوضيح» ░6/355▒، «مسند أحمد» ░27439▒، «صحيح ابن حِبَّان» ░3474▒، «صحيح ابن خزيمة» ░404-405▒.
[8] (عند): سقط من (ب).