التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر

          846- قوله: (بِالْحُدَيْبِيَةِ): تقدَّم أنَّ فيها لغتين؛ التخفيف عن المتقنين، وعامَّة الفقهاء والمُحَدِّثين يشدِّدونها، بينها وبين المدينة تسع مراحل، ومرحلة إلى مكَّة(1).
          قوله: (عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ): تقدَّم أنَّ (إثرًا) بكسر الهمزة، وإسكان الثَّاء، ويجوز (أَثَر) بفتحهما، وأنَّ شيخَنا حكى تثليث الهمزة [خ¦278].
          قوله: (سَمَاءٍ): المراد بالسَّماء هنا: المطر، ومنه: [من الوافر]
إِذَا نَزَلَ السَّمَاءُ بِأَرْضِ قَوْمٍ                     ...............
          قوله: (وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا): (النَّوْء): بفتح النُّون(2)، ثمَّ واو ساكنة، وبالهمز في آخره، وجمعه: أنواء، والنَّوء عند العرب: سقوط نجمٍ وطلوعُ نظيره من الفجر، في كلِّ ثلاثةَ عشرَ يومًا نجمٌ، أحدهما في المغرب، والآخر في المشرق، من الثمانية والعشرين المَنَازِل(3)، كانوا يعتقدون أنَّه لا بدَّ عند ذلك مِن مطرٍ أو ريحٍ، فمنهم مَن يجعله للطالع، ومنهم مَن ينسبُه للغارب، فنفى النَّبيُّ صلعم صحَّة ذلك، ونهى عنه، وكفَّر مُعتقِدَه إذا اعتقد أنَّ النَّجم فاعل ذلك، وأمَّا مَن جعله دليلًا، فهو جاهلٌ بمعنى الدَّلالة، وأمَّا مَن أسند ذلك إلى العادة التي يجوز انخرامُها؛ فقد كرهه قومٌ _وهو الصَّحيح_ تنزيهًا؛ لتردُّدها بين الكفر وغيره، فيُساء الظَّنُّ بصاحبها، ولأنَّها شعار الجاهليَّة، وجوَّزه قوم، ومنهم مَن تأوَّل الكُفر: كفر نعمة الله.


[1] (ومرحلة إلى مكة): سقط من (ب).
[2] في (ج): (بالفتح).
[3] في (ج): (النازل).