التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أن معاذ بن جبل يصلي مع النبي ثم يرجع فيؤم قومه

          700- 701- قوله: (حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ): هو مسلم بن إبراهيم الأزديُّ الفراهيديُّ، وقد تقدَّم الكلام على نسبه أنَّه منسوب إلى فُرْهُود _اسم جدِّه_، والنِّسبةُ إليه: فُرهوديٌّ وفراهيديٌّ، الأزديُّ الحافظ، أبو عَمْرو، روى عنه: البخاريُّ، وأبو داود، والدَّارميُّ، وعبدٌ، ومُحَمَّد ابن الضُّرَيس، وأبو خليفة، ولم يسمع بغير البصرة، قال ابن مَعِين: (ثقة مأمون)، تُوُفِّيَ في صفر سنة ░222هـ▒، أخرج له الجماعة، وقد تقدَّم، ولكن طال العهدُ به [خ¦264].
          قوله: (عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ): هذا هو ابن دينار، أبو مُحَمَّد، مولى قريش، مكِّيٌّ إمامٌ، مشهور التَّرجمة، فلا نُطوِّل به.
          تنبيهٌ: جماعة يقال لكلٍّ منهم: عمرو، روَوا عن جابر بن عبد الله في الكتبِ السِّتَّة أو بعضِها(1)؛ أحدهم: المشار إليه هنا عَمرُو بن دينار، والثاني: عمرو بن أبان بن عثمان بن عفَّان، والثالث: عمرو بن جابر الحَضْرَميُّ، أبو زُرعة المِصريُّ.
          قوله: (وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم مرارًا أنَّه بُنْدَارٌ، وأنَّ (بَشَّارًا) بفتح المُوَحَّدة، وتشديد الشين المعجمة، وقد تقدَّم بعضُ ترجمتِه، وما معنى (بندار) [خ¦69].
          قوله: (حَدَّثَنَا غُنْدَُرٌ): تقدَّم أعلاه اسمُه وضبطُ لَقَبِه [خ¦696]، وتقدَّم بعيدًا مَن لقَّبه به(2)، وقد(3) لقَّبه به ابنُ جُرَيج، وقد تقدَّم ما سبب ذلك، وما معناه [خ¦87].
          قوله: (عَنْ عَمْرٍو): تقدَّم أعلاه أنَّه ابن دينار.
          قوله: (فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ): هذا الرَّجل هو الآتي ذكرُه: (أَقْبَلَ رَجُلٌ بِنَاضِحَيْنِ) [خ¦705]، وسأذكره فيه، والخلاف فيه، والله أعلم.
          قوله: (مِنْ أَوْسَطِ الْمُفَصَّلِ): اعلم أنَّه اختُلِف في المفصَّل على عشرة أقوال؛ أحدها: من (الجاثية) إلى آخر القرآن، والثَّاني: من (القتال)، والثالث: من (الحجرات)، وهو الأصحُّ، والرَّابع: من (ق)، حكاهنَّ في «شرح المُهذَّب»، والخامس: من (الصَّافَّات)، والسَّادس: من (الصَّفِّ)، والسَّابع: من (تبارك)، حكاهنَّ ابن أبي الصَّيف / في «نكته على التَّنبيه»، والثَّامن: من {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}[الفتح:1]، حكاه الدِّزْمَاريُّ في «شرحه على التَّنبيه» المُسمَّى بـ«رفع التَّمويه»، والتَّاسع: من {سَبِّحِ}[الأعلى:1]، حكاه الشيخ برهان الدين ابن العلَّامة تاج الدين الفزاريُّ شيخ شيوخي في «تعليقته» عن «شرح التَّنبيه» للمرزوقيِّ، والعاشر: من (الضُّحى)، حكاه الدِّزْمَارِيُّ، والخطَّابيُّ في «غريب الحديث»، وحكاه أيضًا الماورديُّ في أوَّل تفسيره مع قولين آخرين، وقد قدَّمتُ أنَّ الأصحَّ أنَّه من (الحجرات) إلى آخر القرآن، صحَّحه النَّوويُّ في «لغات التَّنبيه»، و«دقائق المنهاج»، وسيأتي قولٌ آخرُ حكاه المُحبُّ الطَّبريُّ في حديث: (قرأتُ المُفَصَّلَ في ليلةٍ) [خ¦775]، سأذكره هناك إن شاء الله تعالى.
          وسُمِّي مُفصَّلًا؛ لكثرة الفصول فيه بين سُوَره، وقيل: لقلَّة المنسوخ فيه، وطوال المفصَّل: كـ(الحُجُرَات)، و {اقْتَرَبَتِ}، و(الرحمن)، وأوساطه: كـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، وقصارُه معروفةٌ؛ منها: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، وجعلها البندنيجيُّ مِن أوساطه، وقال ابن مَعْن في «التَّنقيب»: طواله إلى {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ}، ومنها إلى (الضُّحى) أوساطُه، ومن (الضُّحى) إلى آخره قصارُه، وفي «المسافر» لأبي منصور التَّميميِّ أحدِ أصحاب الربيع عن نصِّ الشَّافعيِّ: تمثيل القصار بـ(العاديات).
          قوله: (قَالَ عَمْرٌو: لَا أَحْفَظُهُمَا): أمَّا (عمرٌو)؛ فهو ابن دينار، تقدَّم، وأمَّا السُّورتان؛ فجاء في «الصَّحيح»: (قال سفيان: فقلت لعمرو: إنَّ أبا الزُّبير حدَّثنا عن(4) جابر أنَّه قال: «اقرأ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، والضُّحى، و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}»، فقال عمرُو: نحوَ هذا)، وفي رواية: ({إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ})، وفي رواية: (و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ})، والله أعلم.


[1] (في الكتب السِّتَّة أو بعضها): سقط من (ج).
[2] (وتقدَّم بعيدًا من لقبه به): سقط من (ج).
[3] في (ج): (ومن).
[4] (عن): سقط من (ج).