التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: إذا هبت الريح

          ░25▒ بَابُ إذا هَبَّتِ الرِّيْحُ.
          1034- ذكر فيه عن أنسٍ قال: (كَانَتِ الرِّيحُ إِذَا هَبَّتْ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ رسول الله صلعم). هذا الحديث مِن أفراده.
          وفي حديث آخر في «الصحيح» أنَّ عائشة قالت: قيل له ذلك، فذكر قِصَّة عاد وقوله: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف:24] وكان صلعم يخشى أن تُصِيَبهم عقوبة ذنوب العامَّةِ، كما أصاب الذين قالوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف:24].
          وفيه تذكُّرُ ما ينسى النَّاسُ مِن عذاب الله ╡ للأمم الخالية، والتحذير مِن طريقهم في العصيان خشيةَ نزول ما حلَّ بهم، قال تعالى {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى..} إلى قوله: {الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:97-98] وعلى هذا كان الأنبياء والصالحون يُشعرون أنفسهم الخوف مِن الله تعالى، يقول الله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج:34] وهم الخاشعون، كذا قال الدَّاوديُّ، واعترضه ابن التِّين بأنَّ المعروف أنَّ الْمُخْبِت: المطمئنُّ بأمر الله تعالى، وقيل: الذي لا يَظلم، وإذا ظُلِم لم ينتصر. ومصدر (هَبَّتِ الرِّيحُ) هبوبًا، والتيس هِبابًا، والنائم هبًّا، والسَّيف هبَّة، والبعير هِبابًا، إذا نشطَ مِن سفره. قال أشهب: إذا هبَّت الريح الشَّديدة فافزع إلى الصَّلاة.