التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط

          ░13▒ بَابُ إذا اسْتَشْفَعَ الْمُشْرِكُونَ بِالْمُسْلِمِينَ عِنْدَ القَحْطِ.
          1020- ذكر فيه حديث مَسْروقٍ قال: أتيتُ ابن مَسْعُودٍ فقال: (إِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَؤوا عَنِ الإِسْلاَمِ...) الحديث. تقدَّم في أوَّل الاستسقاء.
          وقال الدَّاوديُّ: في الحديث تقديمٌ وتأخيرٌ واختصار، لَـمَّا عتت قريشٌ وطَغت وآذَوا النَّبِيَّ صلعم حتَّى ألجؤوه إلى الخروج مِن بينهم، وفتنوا مَن نفر مِن المسلمين بالعذاب، دعا عليهم الشَّارع وهو بالمدينة فأُنْزِلَ عليه _إمَّا بعدَ الدُّعاء وإمَّا قبلَه_ {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان:10] وهو ما أصابهم مِن القَحط والجَدْب، فلمَّا اشتدَّ عليهم أتاه أبو سُفيانَ يسأله أن يدعوَ لهم. قال: والذي زاد أَسْبَاطُ في البخاريِّ عن مَنْصُورٍ: ((فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلعم، فَسُقُوا الغَيْثَ، فَأَطْبَقَت عَلَيْهِمْ سَبْعًا، وَشَكَا النَّاسُ كَثْرَةَ المَطَرِ، فقال: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، فَانْحَدَرَتِ السَّحَابَةُ عَنْ رَأْسِهِ، فَسُقُوا النَّاسُ حَوْلَهُمْ)) غلطٌ. وليس مِن شأن قريشٍ في شيءٍ، لأنَّه أدخل قصَّة المدينة في قصَّةِ قريش؛ لأنَّه إنَّما دعا على أهل مكَّةَ، والذي يليهم.
          والذي أصاب أهلَ المدينة لم يدعُ النَّبِيُّ صلعم أن يُصَابوا به بيَّنه قولُه: (حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا) وانحدَرت السَّحابة عن رأسه.
          وليس الوقت الذي أُصيب فيه أهل مكَّة أُصيب فيه أهل / المدينة قاله الدَّاوديُّ وأبو عبد الملك، ونقله ابن التِّين عنهم، وكذا قال الحافظ شرف الدِّين الدِّمياطيُّ: إنَّ الذي زاده أسباط وَهْمٌ واختلاطٌ، وهو أنَّه ركَّب سَند حديث عبد الله بن مَسْعُودٍ على متن حديثِ أنسِ بن مالكٍ، وهو قوله: ((فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلعم، فَسُقُوا الغَيْثَ...)) إلى آخره. وحديث عبد الله بن مَسْعُودٍ كان بمكَّة، وليس فيه هذا، والعجب مِن البخاريِّ كيف أورد هذا؟ وإن كان معلَّقًا مخالفًا لِمَا رواه الثِّقاتُ.
          و(أَسْبَاط) هو ابن محمَّد بن عبد الرَّحمن القاصِّ، ضعَّفه الكوفيُّون، مات أوَّل سنة مائتين.
          ░14▒ بَابُ الدُّعَاءِ إذا كَثُرَ الْمَطَرُ: حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا.
          1021- ذكر فيه حديث ثابتٍ عن أنسٍ، وقد سلف بشرح ما فيه.