التوضيح لشرح الجامع البخاري

حديث: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات بينما

          5084- الحديث الثَّاني: حديث مُحمَّدٍ: (عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم)، وَعَنْهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: (لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إلَّا ثَلاَثَ كَذَبَاتٍ: بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ مَرَّ بِجَبَّارٍ وَمَعَهُ سَارَةُ _فَذَكَرَ الحَدِيثَ_ فَأَعْطَاَهَا هَاجَرَ، قَالَتْ: كَفَّ اللهُ يَدَ الكَافِرِ وَأَخْدَمَنِي هَاجَرَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ).
          كذا هو في الأصول الأُول مرفوعًا، والثَّاني وقفَه على أبي هريرة وفي بعضها رفعه، وذكر أبو مسعودٍ وخلفٌ أنَّه موقوفٌ، وأبى ذلك الطَّرْقيُّ وغيره.
          وهذا الحديث سلف في البيع [خ¦2217] وأحاديث الأنبياء [خ¦3357]، ووجه دخوله هنا أنَّ هاجر كانت أمَةً مملوكةً وهبَها الكافر، وقبول إبراهيم لها، وأولدها بعد أن ملكها فهي سريَّةٌ.
          فصلٌ: واتِّخاذ السَّراريِّ مباحٌ لقوله تعالى: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء:36] فأباح الله تعالى ملك اليمين كما أباح النِّكاح، ورغب ◙ في عتق الإماء وتزويجهنَّ بقوله: إنَّ فاعل ذلك له أجران، وفي «مسند أحمد» بإسنادٍ فيه ضعفٌ مِنْ حديث ابن عمرٍو ☻ مرفوعًا: ((انكحوا أمَّهات الأولاد، فإنِّي أباهي بكم يوم القيامة)).
          فصلٌ: هذِه الثَّلاث في الظَّاهر لا في الباطن؛ لأن معنى أختي: في الإسلام، وسقيم سأسقم كقوله: {إِنَّكَ مَيِّتٌ} [الزمر:30]، و{بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء:63] أي إن نطقوا فهو الفاعل.
          وقول أبي هريرة ☺: (يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ) يريد أنَّهم يتبعون مواضع القطر ليس لهم موطنٌ.