التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب فضل الوفاء بالعهد

          ░13▒ باب: فضل الوَفاء بالعَهد.
          3174- ذكر فيه حديث ابن عبَّاسٍ، أنَّ أبا سفيان أَخْبَرَهُ (أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا تِجَارًا بِالشَّأْمِ فِي المُدَّةِ الَّتِي مَادَّ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلعم أَبَا سُفْيَانَ فِي كُفَّارِ قُرَيْشٍ).
          هذ الحديث سبق في أوائل الكتاب بطوله [خ¦7].
          وقد جاء في فضل ذلك وذمِّ ضدِّه في غير موضعٍ مِنَ الكتاب والسُّنَّة.
          وإنَّما أشار البُخَاريُّ مِنْ هذا الحديث إلى سؤال هِرَقْل لأبي سفيان عن النَّبيِّ صلعم: هل يغدر؟ إذ كان الغدر عند كلِّ أمَّةٍ مذمومًا قبيحًا، وليس هو مِنْ صفات رسل الله، فأراد أن يمتحن بذلك صدق رسول الله صلعم، لأنَّ مَنْ غدر ولم يفِ بعهدٍ لا يجوز أن يكون نبيًّا، لأنَّ الأنبياء والرُّسل أَخبرت عن الله بفضل مَنْ وفَّى بعهده وذمِّ مَنْ غَدر وخَفر، ألا ترى قوله صلعم في صفة المنافق: ((وإذا عاهدَ غَدر)) وقوله صلعم: ((يُرفع لكلِّ غادرٍ لواءٌ يوم القيامة، فيُقال: هذه غدرة فلانٍ)) وهذه مبالغةٌ في العقوبة وشدَّة الشُّهرة والفضيحة.