التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب دعاء الإمام على من نكث عهدًا

          ░8▒ باب: دعاء الإمام على مَنْ نكث عهدًا.
          3170- ذكر فيه حديث عاصمٍ: (سَألتُ أَنَسًا ☺ عَن القُنُوتِ...) الحديث.
          وقد سلف في الصَّلاة في باب: القنوت قبل الرُّكوع وبعده [خ¦1001]، وقال هناك في القرَّاء: ((زُهاء سبعين)) وقال هنا: (بَعَثَ أَرْبَعِينَ _أَوْ سَبْعِينَ يَشُكُّ فِيهِ_ مِنَ القُرَّاءِ).
          وشيخ البُخَاريِّ (أبُو النُّعْمان) هو عارمٌ محمَّد بن الفضل السَّدُوسيُّ، مات بعد العشرين ومئتين، قيل: تغير بآخِرة، وشيخه: (ثابتُ بن يزيدٍ) وقيل: ابن زيدٍ والأوَّل: أصحُّ، يُكنى أبا زيدٍ الأحول بصريٌّ، وشيخه: (عاصِم) بن سليمان الأحول أبو عبد الرَّحمن بصريٌّ، مولى بني تميمٍ، وقيل: مولى عثمانَ، مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومئةٍ، وذكره البُخَاريُّ أيضًا في الوتر والجنائز [خ¦1002] [خ¦1300]، ويأتي في المغازي والدَّعوات [خ¦4088] [خ¦6394].
          فصلٌ: قد أسلفنا الجزم برواية ((سبعين)) فيما مضى، ولمَّا ذكر ابن التِّيْنِ رواية الشَّكَّ قال: هم سبعون كما تقدَّم، وأنَّ المسلمين أصيبوا بثلاث مصائبَ، قُتل في كلِّ مصيبةٍ منهم سبعون: يوم أُحدٍ ويوم القرَّاء، ويوم اليَمامة في خلافة الصِّدِّيق.
          فصلٌ: وكان صلعم لا يدعو بالشَّرِّ على أحدٍ مِنَ الكفَّار ما دام يرجو لهم الرُّجوع والإقلاع عمَّا هم عليه، ألا ترى أنَّه ◙ سُئل أن يدعو على دَوسٍ فدعا لها بالهدى، وإنَّما دعا على بني سُليمٍ حين نكثوا العهد وغدروا ويئس مِنْ إنابتهم ورجوعهم عن ضلالتهم، فأجاب اللهُ بذلك دعوته، وأظهر صدقه وبرهانه، وهذه القصَّة أصلٌ في جواز الدُّعاء في الصَّلاة، والخطبة على عدوِّ المسلمين ومَنْ خالفهم ومَنْ نكث عهدًا وشبهه.