التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: العبد راع في مال سيده ولا يعمل إلا بإذنه

          ░20▒ (بَابٌ: العَبْدُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ، وَلاَ يَعْمَلُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)
          2409- ذكر فيه حديث ابن عُمَرَ: (أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ _صلعم_ يَقُولُ: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...) إلى أن قال: (وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُو مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
          معنى كون العبد راعٍ في مال سيِّده أنَّه يلزمه مَا يلزم سائر الرُّعاة مِنْ حفظ ما استرعى عليه ولا يعمل في معظم الأمور إلَّا بإذن سيِّده، وما كان مِنَ المعروف المعتاد أن يُعفى عنه مثل الصَّدقة بالكِسْرة والقطعة فلا يحتاج فيه إلى إذنِ سيِّده، وقد سلف أنَّ الخازن أحدُ المتصدِّقين، ولم يشترط إذن السيِّد إلَّا في الكثير لقوله: ((يُعطِي مَا أُمرَ به كامِلًا مُوفَّرًا إلى الَّذِي أُمِرَ لَهُ)) [خ¦2319] فهذا يدلُّ على العطاء الجَزْلِ؛ لأنَّ اشتراط الكمالِ فيه دليلٌ على الكثرة.