التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب حسن التقاضي

          ░5▒ (بَابُ: حُسْنِ التَّقَاضِي)
          2391- ذَكر فيه حديثَ حُذَيْفَةَ، قَالَ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ _صلعم_ يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاس، فَأَتَجَوَّزُ عَنِ المُوسِرِ، وَأُخَفِّفُ عَنِ المُعْسِرِ، فَغُفِرَ لَهُ، قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلعم).
          وفي نسخةٍ: <فأتجوَّزُ عنِ المُعسِرِ وأخفِّفُ على المُوسِرِ> وقَد سلف في باب: مَنْ أنظر موسرًا [خ¦2077]، وفيه ترغيبٌ عظيمٌ في حُسن التَّقاضي، وأنَّ ذلك ممَّا يُدخل الله به الجنَّة، وهذا المعنى نظيرُ: ((خَيرُكُم قضاءً)) فجاء التَّرغيب في كلا الوجهين في حُسن التَّقاضي لربِّ الدَّين، وفي حسن القضاء للَّذي عليه الدَّين، كلٌّ قد رُغِّب في الأخذ بأرفع الأحوال، وتركِ المشاحَّة في القضاء والاقتضاء، واستعمالِ مكارم الأخلاق في البيع والشِّراء والأخذ والعطاء، وقد جاء هذا كلُّه في الحديث السَّالف في أوَّل البيوع [خ¦2076] ((رحمَ اللهُ رجلًا سمحًا إذا باعَ وإذا اشترى وإذا اقتضى)).