التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب الشفاعة في وضع الدين

          ░18▒ (بَابُ: الشَّفَاعَةِ فِي وَضْعِ الدَّيْنِ)
          2405- 2406- ذكر حديثَ جابرٍ في قضاء دَين والده، وقد سلف، وموضعُ الشَّاهد منه: (فَاسْتَشْفَعْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ، فَأَبَوْا).
          وقوله: (عِـَذْقَ ابْنِ زَيْدٍ) نوعٌ مِنَ التَّمر وهو بفتح العين وبكسرها، حكاهما ابن التِّيْنِ عن النُّسخ، وهو بالفتح: النَّخلة، وبالكسر: الكَبَاسة كما سلف، وبخطِّ الدِّمْياطيِّ: المعروفُ عذقُ زيدٍ.
          وقوله: (وَاللِّينَ عَلَى حِدَةٍ) اللِّين: جمع لينةٍ وهي: النَّخلة، قاله ابن عَبَّاسٍ، أو النَّخل كلُّه ما خلا البَرنيَّ، (وَالعَجْوَةَ) يسمِّيها أهل المدينة الألوان، وهي أجوَدُ التَّمر، وأصلُ لِيْنَةٍ: لِوْنَةٌ فقُلبت الواو ياءً لانكسار ما قبلها، ذكره ابن فارسٍ، وقيل: اللِّين: الدَّقَل، والنَّاضح: الَّذِي يُسقى عليه النَّخل، (فَأَزْحَفَ) أي أعيا وكَلَّ، يُقال: أزحفه السَّير فزحف وهو أن يجرَّ فِرْسِنَه مِنَ الإعياء، قال ابن التِّيْنِ: وصَوابه: فَزَحَفَ ثلاثيٌّ، قال: إلَّا أنَّه ضُبط بضمِّ الهمزة وكسر الحاء في أكثر النُّسخ وفي بعضها بفتحهما، والأوَّلُ أَبْيَنُ.
          وقوله: (وَبَقِيَ التَّمْرُ كَمَا هُوَ لَمْ يُمَسَّ مِنْهُ شَيْءٌ) كذا هنا، وفي روايةٍ أخرى: بَقِيَ مِنْهُ بقيَّةٌ، وفي أخرى: بَقِيَ مِنْهُ أَوْسُقٌ. قال ابن التِّيْنِ: وكلُّه مِنْ رُواة الحديث، وفي روايةٍ أخرى: بَقِيَ مِنْهُ سَبعةَ عَشَرَ وَسْقًا، وفي روايةٍ: كانَ الدَّين لِواحِدٍ، وفي أخرى: ((شفعَ إليهم فأبَوا))، فدلَّ أنَّهم جماعةٌ.
          وقوله: (فَوَكَزَهُ) أي ضربَه بالعصا مِنْ خلفِه ليسرعَ في مشيه، كذا هو بالواو، وذكره ابن التِّيْنِ بالرَّاء بدل الواو، وقال: يُقال: رَكَزْتُ الرُّمح ركزًا أي ضربه بالرُّمح مِنْ خلفه، ثمَّ قال: ورواه الخَطَّابِيُّ بالواو فوكزَه وهو: الضَّرب بالعصا ويكون بجُمْعِ الكفِّ، كقوله _تعالى_: {فَوَكَزَهُ مُوسَى} [القصص:15] وقال غيره: الوَكْزُ: الدَّفع، وكذا عند أبي ذرٍّ.
          قال الخَطَّابِيُّ: وفيه: الشَّفاعة في وضعِ الشَّطر، والَّذِي في الحديث بعضًا مِنْ دَينه. /