شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم يردهم

          ░12▒ باب إِذَا اسْتَشْفَعُوا إلى الإمَامِ لِيَسْتَسْقِيَ لَهُمْ لَمْ يَرُدَّهُمْ.
          فيه: أَنَسٌ: (أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إلى النَّبيِّ صلعم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكَتِ الْمَوَاشِي، وَتَقَطَّعَتِ(1) السُّبُلُ، فَادْعُ اللهَ، فَدَعَا اللهَ(2)، فَمُطِرْنَا مِنَ الْجُمُعَةِ إلى الْجُمُعَةِ) الحديث. [خ¦1019]
          وفيه(3): أنَّ على الإمام إذا سُئل الخروج إلى الاستسقاء أن يجيب إلى ذلك لما فيه من الضَّراعة إلى الله ╡ في صلاح أحوال عباده، وأن يأمرهم بالخروج من المظالم والتَّوبة من الذُّنوب وإصلاح نيَّاتهم ويعظهم، وكذلك إذا سُئل الإمام ما فيه صلاح أحوال الرَّعيَّة أن يجيبهم إلى ذلك أيضًا؛ لأنَّ(4) الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته، فيلزمه حياطتهم وتشفيعهم فيما سألوه ممَّا لا بدُّ لهم منه، وكان النَّبيُّ صلعم(5) لا يردُّ من سأله حاجة.


[1] في (ق): ((وانقطعت)).
[2] قوله: ((الله)) ليس في (م) و (ق).
[3] في (م) و(ق): ((الجمعة. فيه)).
[4] في (م) و (ق): ((يجيبهم أيضًا إلى ذلك فإن)).
[5] في (م) و (ق): ((مما لا غنى لهم عنه، وقد كان النبي صلعم)).