شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب[ما يستثنى من حكم الموات]

          ░16▒ بابٌ
          فيهِ(1) عُمَرُ: (أَنَّ النَّبيَّ صلعم أُرِيَ وَهُوَ(2) في مُعَرَّسِهِ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ(3) فِي بَطْنِ الوَادِي، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ، فَقَالَ(4) مُوسَى: وَقَدْ أَنَاخَ بِنَا سَالِمٌ بِالمُنَاخِ الَّذي كَانَ عبدُ اللهِ(5) يُنِيخُ بِهِ، يَتَحَرَّى مُعَرَّسَ رَسُولِ اللهِ صلعم وَهُوَ أَسْفَلُ مِنَ المَسْجِدِ الَّذي بِبَطْنِ الوَادِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ وَسَطٌ مِنْ ذَلِكَ(6)). [خ¦2336]
          وفيهِ ابنُ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبيِّ صلعم قَالَ: (اللَّيْلَة أَتَانِي(7) آتٍ مِنْ رَبِّي ╡، وَهُوَ بِالعَقِيقِ: أَنْ صَلِّ(8) في هَذَا الوَادِي المُبَارَكِ، وَقُلْ(9) عُمْرَةٌ في حَجَّةٍ). [خ¦2337]
          قالَ المُهَلَّبُ: هذا المعنى(10) حاول البخاريُّ من أنَّه جعل موضع معرَّس النَّبيِّ صلعم وصلاته موقوفًا له، ومتملَّكًا له، لصلاته وتعريسه فيه، لا يقوم على ساقٍ، لأنَّه ◙ قد قال: ((جُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُوْرًا)) وقد يُصلِّي في أرضٍ متملكة، فلم تكن صلاته فيه(11) بمبيحةٍ(12) للصَّلاة فيها للنَّاس إلى يوم القيامة، وقد صلَّى في دار أبي طَلْحَةَ ودار عِتْبَانَ، فلم يبح ذلك للنَّاس أن يتَّخذوا(13) ذلك الموضع مسجدًا، وإنَّما أدخله البخاريُّ مِنْ أجل أنَّه نسب المعرَّس إلى رسول الله صلعم.


[1] زاد في (ز): ((ابن)).
[2] قوله: ((وهو)) ليس في (ز).
[3] قوله: ((في بطن الوادي)) ليس في (ز).
[4] في (ز): ((قال)).
[5] في (ز): ((كان رسول الله صلعم)).
[6] قوله: ((وَهُوَ أَسْفَلُ مِنَ المَسْجِدِ الَّذي بِبَطْنِ الوَادِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ وَسَطٌ مِنْ ذَلِكَ)) ليس في (ز).
[7] في (ز): ((أتاني اللَّيلة)).
[8] في (ص): ((صلِّي)).
[9] في (ص): ((وقال)).
[10] زاد في (ز): ((من))، ولابدَّ من إثبات كلمة (الَّذي) لاستقامة المعنى كما هي مثبتةٌ في شرح ابن بطَّالٍ.
[11] في (ز): ((فيها)).
[12] في (ص): ((بمسجد)).
[13] في (ز): ((يتَّخذ)).