عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

ذكر معناه وإعرابه
  
              

          ذِكْرُ معناهُ وإعرابه:
          قوله: (أنَّها) أي: أنَّ ميمونة.
          قوله: (كَانَتْ تَكُونُ) فيه ثلاثةُ أوجه:
          أحدها: أن يكون أحدُ لفظَيِ الكونِ زائدًا؛ كما في قول الشاعر:
وجيرانٍ لنا كانوا كرامِ
          فلفظ (كانوا) زائدٌ، و(كرامٍ) بالجرِّ صفةٌ لـ(جيرانٍ).
          الثَّاني: أن يكون في (كانت) ضميرُ القصَّة، وهو اسمُها، وخبرُها قوله: (تَكُونُ حائضًا) في محلِّ النَّصب.
          [والثَّالث: أن يكون لفظ (تكون) بمعنى: تصير، في محلِّ النَّصب] على أنَّها خبرُ [(كانت)، ويكون الضمير في (كانت) راجعًا إلى ميمونة، وهو اسمها]، وقوله: (حَائِضًا) يكون خبرَ (تكون) التي بمعنى: تصير.
          وقوله: (لَا تُصَلِّي) جملة مؤكِّدةٌ لقوله: (حَائِضًا)، وأعرب الكَرْمَانِيُّ (لا تصلِّي) صفةً لـ(حائضًا) في وجهٍ، وفي وجهٍ أعربه حالًا، وأعرب (لا تصلِّي) خبرًا لـ(كانت)، والتحقيقُ ما ذكرناه.
          قوله: (وَهْيَ مُفْتَرِشَةٌ) جملة اسميَّة وقعت حالًا، يقال: افترش الشيء: انبسطَ، وافترش ذراعيه: بسطهما على الأرض.
          قوله: (بِحِذَاءِ) بكسر الحاء المُهْمَلة وبالمدِّ؛ بمعنى: إزاءَ.
          قوله: (مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلعم ) أي: موضعِ سجودِه في بيتِه، وليس المرادُ منه المسجدَ المعروفَ المعهودَ.
          قوله: (عَلَى خُمْرَتِهِ) بِضَمِّ الخاء المُعْجَمة وسكون الميم: وهي سجادةٌ صغيرةٌ تُعمَل مِن سَعَفِ النَّخل، تُنسَجُ بالخيوط، سُمِّيت بذلك؛ لسترها الوجهَ والكفَّين مِن حرِّ الأرض وبردها، وإذا كانت كبيرةً؛ سُمِّيَت حصيرًا.
          قوله: (أَصَابَنِي بَعْضُ ثَوْبِهِ) جملةٌ مِنَ الفعل والفاعل والمفعول.
          [فَإِنْ قُلْتَ: ما محلُّها من الإعراب؟] قُلْت: النَّصب على الحال، وقد عُلِمَ أنَّ الجملةَ الفعليَّةَ الماضيةَ المثبتةَ إذا وقعت حالًا؛ تكون بلا واو؛ فافهمْ.