عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

بيان لطائف إسناده
  
              

          بيانُ لطائفِ إسنادِه:
          فيه: التَّحديث بصيغة الجمع في ثلاثةِ مواضعَ، وفيه: الإخبار بصيغة الجمع في موضعٍ واحدٍ؛ وهو قوله: (أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ)، وفيه: العنعنةُ في موضعٍ واحدٍ، وفيه: السماع، وفيه: أنَّ رواتَه ما بين بصريٍّ وكوفيِّ ومدنيٍّ.
          وفيه: رواية البُخَاريِّ [مِن صغار شيوخه؛ وهو الحسن المذكور، والبُخَاريُّ أقدمُ منه سماعًا، وروى البُخَاريُّ] عن [يحيى بن] حمَّادٍ أيضًا شيخِ الحسنِ المذكور، والنُّكتة فيه: أنَّ هذا الحديثَ قد فات / البُخَاريَّ عن شيخه يحيى، فرواه عنِ الحسن؛ لأنَّه عارفٌ بحديث يحيى بنِ حمَّاد.
          وفيه: الإشارةُ إلى أنَّ أبا عَوَانَة حدَّث بهذا الحديث من كتابه؛ تقوية لما روي عنه، قال أحمد: إذا حدَّث أبو عَوَانَة من كتابه؛ فهو أثبت، وإذا حدَّث مِن غير كتابه؛ ربَّما وَهمَ، وقال أبو زُرْعَةَ: أبو عَوَانَةَ ثقةٌ إذا حدَّث مِنَ الكتاب، [وقال ابن مهديٍّ: كتاب أبي عَوَانَةَ أثبتُ مِن هُشَيمٍ].