عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من رأى ترك النكير من النبي حجة لا من غير الرسول
  
              

          ░23▒ (ص) بَابُ مَنْ رَأَى تَرْكَ النَّكِيرِ مِنَ النَّبِيِّ صلعم حُجَّةٌ، لَا مِنْ غَيْرِ الرَّسُولِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان مَن رأى ترك النَّكِير؛ أي: الإنكار، وهو بفتح النون وكسر الكاف، مبالغةٌ في الإنكار، غرضه: أنَّ تقرير الرسول صلعم حُجَّةٌ؛ إذ هو نوعٌ مِن فعله، ولأنَّه لو كان منكرًا للزمه التغيير، ولا خلاف بين العلماء في ذلك؛ لأنَّه عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لا يجوز له أن يرى أحدًا مِن أمَّته يقول قولًا أو يفعل فعلًا محظورًا فيقرَّه عليه؛ لأنَّ الله تعالى فرض عليه النهي عن المنكر.
          قوله: (لَا مِنْ غَيْرِ الرَّسُولِ) يعني: ليس بحجَّةٍ تركُ الإنكار مِن غير الرسول؛ لجواز أنَّهُ لم يتبيَّن له حينئذٍ وجه الصواب، وقال ابن التين: الترجمة تتعلَّق بالإجماع السكوتيِّ، وإنَّ الناس اختلفوا فيه، وقد عُلِم ذلك في موضعه.