عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمةً وسطًا}
  
              

          ░19▒ (ص) بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}[البقرة:143].
          (ش) أي: هذا بابٌ في ذكر قولِهِ تعالى... إلى آخره، معناه: مِثلَ الجعلِ الغَريب الذي اختصصناكُم فيه بالهداية ({جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}) أي: عَدْلًا {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} يوم القيامة؛ كما جاء في حديث نوحٍ: يقول قومُ نوحٍ ◙ : كيف يشهدون علينا ونحن أَوَّل الأمم وهم آخِرُ الأمم؟ فيقولون: نشهد أنَّ الله ╡ بعث إلينا رسولًا وأنزل إلينا كتابًا، فكان فيما أنزل إلينا خبركم.
          (ص) وَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلعم بِلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ.
          (ش) هذا عطفٌ على ما قبله؛ تقديره: وفيما أمرَ النَّبِيُّ صلعم بلزوم الجماعة، المراد بـ(الجَمَاعَةِ) أهل الحلِّ والعقد في كلِّ عصرٍ، وقال الكَرْمانيُّ: مقتضى الأمر بلزوم الجماعة: أنَّهُ يلزم المكلَّف متابعة ما اجتمع عليه المجتهدون، وهم المراد بقوله: (وَهُمْ أَهْلُ العِلْمِ).