عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قوله تعالى: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلًا}
  
              

          ░18▒ (ص) بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}[الكهف:54] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[العنكبوت:46].
          (ش) أي: هذا بابٌ في ذكر قوله تعالى: {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيءٍ جَدَلًا}[الكهف:54] وفي التفسير بيَّن سبب نزولها.
          قوله: (وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُجَادِلُوا...}) الآية: اختلف العلماء في تأويل هذه الآية، فقالت طائفةٌ: هي محكمةٌ ويجوز مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن على معنى الدعاء لهم إلى الله والتنبيه على حججه وآياته رجاءَ إجابتهم إلى الإيمان، هذا قول مجاهدٍ وسعيد بن جُبَيرٍ، وقال ابن زيدٍ: معناه: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ} يعني: إذا أسلموا وأخبروكم بما في كتبهم {إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} في المخاطبة {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا} بإقامتهم على الكفر، فخاطِبوهم بالسيف، وقال قتادة: هي منسوخةٌ بآية القتال.