الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ما مَنَّ النبي على الأسارى من غير أن يخمس

          ░16▒ (بابُ) بتركِ التنوينِ لإضافتِه إلى: ((ما)) الموصولةِ الاسميةِ، والعائدُ محذوفٌ، أو إلى المصدرِ المنسَبِكِ من: ((ما)) الموصولةِ الحرفيةِ وصلتِها في قولِه: (مَا مَنَّ النَّبِيُّ صلعم) ((مَنَّ)) بفتح الميم وتشديد النون، فعلٌ ماضٍ، و((النبيُّ)) فاعلُه، والعائدُ محذوفٌ.
          (عَلَى الأُسَارَى) متعلقٌ بـ((مَنَّ)) والمَنُّ عليهم بإطلاقِهم من غيرِ فداءٍ بمالٍ أو أُسارى من المسلمين، وقوله: (مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمَّسَ) بتشديد الميم المفتوحة أو المكسورة، متعلقٌ بـ((مَنَّ))، أو بمحذوفٍ حالٍ من مصدرِه، فقد قال في ((الفتح)): أراد بهذه الترجمةِ أنه عليه السلامُ كان يتصرَّفُ في الغنيمةِ بما يراه مصلحةً، فينفِّلُ من رأسِ الغنيمةِ، وتارةً من الخُمسِ.
          وقال شيخُ الإسلامِ: أي: من غيرِ فداءٍ؛ لأنَّ للنبيِّ صلعم التصرُّفَ في الغنيمةِ بما يراه مصلحةً، قال: و((ما)) موصولةٌ؛ أي: ما مَنَّ به النبيُّ صلعم، أو مصدريةٌ؛ أي: مَنِّ النبيِّ صلعم، انتهى.
          والأَولى جعلُها مصدريةً، بل يتعيَّنُ لعدمِ احتياجِهَا إلى تقديرِ عائدٍ مع أنَّ حذفَه هنا لا يطَّردُ، ورأيتُ في نسخةِ ابنِ بطَّالٍ التي شرَحَ عليها: <بابُ المنِّ على الأُسارى من غيرِ أن يخمَّسُوا>.