الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب بركة الغازي في ماله حيًا وميتًا مع النبي وولاة الأمر

          ░13▒ (باب بَرَكَةِ الْغَازِي فِي مَالِهِ حَيّاً وَمَيِّتاً مَعَ النَّبِيِّ صلعم وَوُلاَةِ الأَمْرِ) أي: بابُ بيانِ حصولِ البركةِ في مالِ المجاهدِ في حياتِه ومماتِه.
          اعلم أنَّ ((بركةِ)) بفتح الموحدة، وصحَّفَها بعضُهم، فقال: ((تركةِ)) بالمثناة الفوقية، قال القاضي عياضٌ: وهذه الروايةُ وإن كانت متَّجهةً باعتبارِ أنَّ في القصةِ ذِكرُ ما خلَّفَه / الزُّبيرُ ☺، لكن قولُه: ((حياً وميتاً مع النبيِّ صلعم وولاةِ الأمرِ)) يدلُّ على أنَّ الصَّوابَ ما وقعَ عند الجمهورِ بالموحدةِ، انتهى.
          قيل: هذه الترجمةُ يُشبهُ أن تكونَ من بابِ القلبِ؛ لأنَّ الذي ينبغِي أن يقالَ: بابُ بركةِ مالِ الغازي.
          وأجاب العينيُّ فقال: لا حاجةَ إلى هذا؛ لأنَّ المعنى: بابُ البركةِ الحاصلةِ للغازي في مالِه، انتهى، فتدبَّر.
          وقوله: ((في مالِه)) متعلقٌ بـ((بركة)) أو حالٌ منها، كقوله: ((حياً وميتاً))، لكن الحاليةُ في الثاني سببيةٌ؛ أي: البركةِ في مالِ الغازي حالَ حياتِهِ وبعد مماتِه، ويحتملُ جعْلَ: ((حياً وميتاً)) حالاً من ((الغازي)) وإليه يشيرُ قولُ العينيِّ: ((حياً)) نصبٌ على الحالِ؛ أي: في حالِ كونِهِ حياً، انتهى، فتأمل.
          وقوله: ((مع النبيِّ)) متعلقٌ بـ((الغازي))، وقوله: ((وولاةِ)) معطوفٌ على: ((النبيِّ)) وهو بضم الواو، جمعُ: والٍ، من: الوِلايةِ، والأمرُ بالإفرادِ يجمَعُ على: أُمورٍ، وهم الخلفاءُ بعدَه، وكذا الأمرُ إلى يومِ القيامةِ.