الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب: الغنيمة لمن شهد الوقعة

          ░9▒ (باب) بالتنوين وتركِهِ (الْغَنِيمَةُ لِمَنْ شَهِدَ) أي: حضَرَ (الْوَقْعَةَ) أي: قتالَ الكفارِ، لا لمَن غابَ عنها. وقال الكرمانيُّ: ((الوَقْعةَ)) أي: صدمةَ الحربِ، وهذه الترجمةُ _كما في ((الفتح))_ لفظُ أثرٍ أخرجه عبدُ الرزاقِ بإسنادٍ صحيحٍ عن طارقِ بنِ شهابٍ: أنَّ عمرَ _أي: ابنَ الخطَّابِ_ كتَبَ إلى عمارِ بنِ ياسرٍ أنَّ الغنيمةَ لمَنْ شهِدَ الوقعةَ.
          وقال ابنُ بطَّالٍ وغيرُه: هذا قولُ أبي بكرٍ وعمرَ، وعليه جماعةُ الفقهاءِ، وإنما قسَمَ النبيُّ صلعم لجعفرِ بنِ أبي طالبٍ ولمَنْ قدِمَ في سفينةِ أبي موسى من غنائمِ خيبرَ مع أنهم لم يشهَدُوا وقعَتَها لشدَّةِ احتياجِهم في بدءِ الإسلامِ.
          وقال الطحاويُّ: استطابَ النبيُّ صلعم أهلَ الغنيمةِ، ورُويَ ذلك عن أبي هريرةَ كما يَجيءُ قريباً.