نجاح القاري لصحيح البخاري

باب ما كان النبي يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه

          ░19▒ (بابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلعم يُعْطِي الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ) وهم الذين أسلموا ونيَّتهم ضعيفةٌ، وهم شرفاء يُتَوَقَّع بإسلامهم إسلام نظرائهم، وسيأتي تفصيله في ((تفسير سورة براءة)) [خ¦65-6762] (وَغَيْرَهُمْ) أي: غير المؤلَّفة قلوبهم ممَّن ظهر له المصلحة في إعطائه (مِنَ الْخُمُسِ وَنَحْوِهِ) أي: من مال الخراج والجزية والفيء.
          قال إسماعيلُ القاضي: في إعطاء النَّبي صلعم للمؤلفة من الخمس دلالةٌ على أنَّ الخمس إلى الإمام يفعل فيه ما يرى من المصلحة.
          وقال الطَّبري: استدلَّ بهذه الأحاديث من زَعَمَ أنَّ النَّبي صلعم كان يعطي من أصل الغنيمة غير المقاتلين، قال: وهو قول مردودٌ؛ بدليل القرآن والآثار الثَّابتة، واختلف بعد ذلك: من أين كان يُعْطِي المؤلفة؛ فقال مالكٌ وجماعة: من الخُمُس، وقال الشَّافعي وجماعةٌ: من خُمُس الخُمُس.
          (رَوَاهُ) أي: روى ما ذكر في التَّرجمة (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ) أي: ابن عاصم الأنصاري المازني المدني (عَنِ النَّبِيِّ صلعم ) وسيأتي حديثه الطَّويل / موصولاً في قصَّة حنين مع الكلام عليه إن شاء الله تعالى [خ¦4330]، والغرض منه هنا: قوله: ((لما أفاء الله على رسوله يوم حنين قسم في النَّاس في المؤلفة قلوبهم)).