إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: قد أريت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار

          6468- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثنا“(1) (إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ) الحِزَامِيُّ المدنيُّ أحدُ الأعلام قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ) بضم الفاء آخره مهملة مصغَّرًا، (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَبِي) فُلَيح بن سليمان (عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ) وهو هلالُ بنُ أبي ميمونة (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ(2) ☺ قَالَ) أي: هلال (سَمِعْتُهُ)(3) أي: أنسًا (يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم صَلَّى لَنَا) إمامًا (يَوْمًا الصَّلَاةَ) أي: صلاة الظُّهر (ثُمَّ رَقِيَ المِنْبَرَ) بفتح الراء وكسر القاف، أي: صَعِدَ وزنًا ومَعنًى (فَأَشَارَ بِيَدِهِ قِبَلَ قِبْلَةِ المَسْجِدِ) بكسر القاف وفتح الموحدة، أي: جهتها (فَقَالَ: قَدْ أُرِيتُ) بضم الهمزة (الآنَ _مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلَاةَ_ الجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ) أي: مصوَّرتين (فِي قُبُلِ هَذَا الجِدَارِ) بضم القاف والموحدة، أي: قدَّامه، ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: ”هذا الحائطِ“ أي: جدارِ المسجدِ، أو حائِطِه (فَلَمْ أَرَ) يومًا (كَاليَوْمِ) أي: كهذا اليوم (فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَلَمْ أَرَ) يومًا (كَاليَوْمِ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ) وكرَّر «فلم أرَ كاليومِ» مرَّتين للتَّأكيد.
          وفي هذا الحديثِ(4) تنبيهُ المصلِّي على أن يمثِّل‼ الجنَّة والنَّار بين عينيهِ ليكونا شاغلين له عن الأفكارِ الحادثةِ عن تذكُّر الشَّيطان، ومَنْ مَثَّلَهُما بين يديهِ بعثهُ ذلك على المواظبةِ على الطَّاعة والكفِّ عن المعصيةِ، وبهذا تحصلُ المطابقةُ بين الحديثِ والتَّرجمة.
          والحديثُ سبق في «باب رفع البصر إلى الإمام»، «كتاب الصَّلاة» [خ¦749] وأحاديث هذا الباب أكثرُها مكرَّر، وفي بعضها زيادةٌ على بعضٍ، والله الموفِّق.


[1] «ولأبي ذرًّ حدَّثنا»: ليس في (د)، وجاء مكانها في (د): «محمد حدثنا».
[2] «بن مالك»: ليس في (ع).
[3] «أي هلال سمعته»: ليس في (ع).
[4] في (د): «وفي الحديث».