إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: سددوا وقاربوا واعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله الجنة

          6464- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ) الأويسيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ) بن بلال (عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ) بسكون القاف، الأسديِّ المدنيِّ (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن عوفٍ (عَنْ عَائِشَةَ) ♦ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: سَدِّدُوا) بمهملات (وَقَارِبُوا) لا تبلغوا النِّهاية بل تقرّبوا منها (وَاعْلَمُوا أَنْ) ولأبي ذرٍّ‼ عن الكُشميهنيِّ: ”أنَّه“ (لَنْ يُدْخِلَ) بضم أوَّله من الإِدخال (أَحَدَكُمْ) بالنَّصب مفعول قوله: (عَمَلُهُ الجَنَّةَ) نصب على الظَّرفيَّة (وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللهِ(1)) ╡ (وَإِنْ قَلَّ) أي: إن كثُر وإن قلَّ، والمراد بالدَّوام: المواظبة العرفيَّة، وهي الإتيانُ بذلك في كلِّ شهرٍ، أو كلِّ يومٍ بقدرِ ما يطلقُ عليه اسمُ المداومةِ عرفًا لا شمول الأزمنةِ؛ إذ هو غيرُ مقدورٍ.
          والحديثُ أخرجهُ مسلمٌ في «التَّوبة»، والنَّسائيُّ في «الرِّقاق».


[1] قال الشيخ قطَّة ⌂ : كذا في نسخ الشارح، والذي في نسخة من المتن: «أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها»، وهي أظهر.