إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قول النبي: رب مبلغ أوعى من سامع

           ░9▒ (بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : رُبَّ مُبَلَّغٍ) _بفتح اللَّام لا بكسرها_ إليه(1) عَنِّي يكون (أَوْعَى) أي: أَفْهَمَ لِمَا أقوله (مِنْ سَامِعٍ) منِّي، و«قول»: مجرورٌ بالإضافة، و«رُبَّ»: حرف جرٍّ يفيد التَّقليل، لكنَّه كَثُرَ في الاستعمال للتَّكثير، بحيث غلب حتَّى صارت كأنَّها حقيقةٌ فيه، وتنفرد عن أحرف الجرِّ: بوجوب تصديرها، وتنكيرِ مجرورها، ونعتِه إن كان ظاهرًا، وغلبةِ حذف مُعَدَّاها ومُضِيِّه، وبزيادتها في الإعراب دون المعنى، ومحلُّ مجرورها رفعٌ على الابتداء؛ نحو قوله هنا: «مُبلَّغٍ(2)» فإنَّه وإن كان مجرورًا بالإضافة، ولكنَّه مرفوعٌ على الابتدائيَّة محلًّا، وخبره يكون المُقدَّر، و«أوعى»: صفةٌ للمجرور(3)، وأمَّا في(4) نحو: رُبَّ رجلٍ لقيت، فَنَصْبٌ على المفعوليَّة، وفي نحو: ربَّ رجلٍ صالحٍ لقيت، فَرَفْعٌ أو نَصْبٌ.


[1] في (م): «له».
[2] في (ب) و(س): «ربَّ مُبَلَّغٍ».
[3] في (م): «لمجرور «ربَّ»».
[4] «وأمَّا في»: سقط من (م).