إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: ارجع فصل فإنك لم تصل

          6667- وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: ”حَدَّثنا“ (إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ) أبو يعقوب الكوسج المروزيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) بضم العين (ابْنُ عُمَرَ) العمريُّ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ) كيسان المقبريِّ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺ (أَنَّ رَجُلًا) اسمه: خلَّاد بن رافع (دَخَلَ المَسْجِدَ يُصَلِّي) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: ”فصلَّى“ بالفاء بدل التَّحتية (وَرَسُولُ اللهِ صلعم فِي نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَجَاءَ) الرَّجل (فَسَلَّمَ عَلَيْهِ) صلعم (1) (فَقَالَ لَهُ) بعدما ردَّ عليـه السلام: (ارْجِعْ صَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ) نفيٌّ للحقيقةِ(2) الشَّرعيَّة، ولا شكَّ في انتفائها بانتفاءِ ركنٍ أو شرطٍ منها، وفي رواية: «أعدْ صَلاتك» (فَرَجَعَ) الرَّجل (فَصَلَّى، ثُمَّ سَلَّمَ) عليه صلعم (فَقَالَ) له: (وَعَلَيْكَ) السَّلام (ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ) فرجعَ فصلَّى ثمَّ (قَالَ) الرَّجل (فِي الثَّالِثَةِ: فَأَعْلِمْنِي) بقطع الهمزة، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: ”في الثَّانية أو الثَّالثة: فأَعْلِمني “ أي: يا رسولَ الله(3) (قَالَ) ╕ : (إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الوُضُوءَ) بهمزةِ قطعٍ مفتوحة (ثُمَّ اسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ فَكَبِّرْ) تكبيرةَ الإحرام (وَاقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ) «ما» موصولةٌ، و«معكَ» متعلِّق(4) بـ «تيسَّر»، أو بحالٍ «من القرآن»، و«مِن» تبعيضيَّةٌ، ويبعدُ أن يتعلَّق «مِن القرآن» بـ «اقرأْ»؛ لأنَّه لا يجبُ عليه ولا يستحبُّ له أن يقرأَ جميعَ ما تيسَّر له مِن القرآن، ولأحمد وابنِ حبَّان: «ثمَّ اقرأَ بأمِّ القرآن ثمَّ اقرأْ بما شئتَ» (ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى) إلى أن (تَطْمَئِنَّ) أي: تسكن حالَ كونك (رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَعْتَدِلَ) حالَ كونك (قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ) حالَ كونك (سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ وَتَطْمَئِنَّ) حالَ كونك (جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ) حالَ كونك (سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ) حالَ كونك (قَائِمًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ) المذكور من التَّكبير وما بعده (فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا) فرضًا ونفلًا‼ على اختلافِ أوقاتهَا وأسمائهَا، أو(5) أكَّد الصَّلاة بـ «كلٍّ» لأنَّها أركانٌ / متعدِّدة.
          والحديث سبقَ في «بابِ وجوب القراءة للإمامِ والمأموم» [خ¦757] وليس فيه مطابقةٌ فيما(6) ترجمَ له هنا. نعم في «باب وجوب القراءة»(7): «والَّذي بعثَكَ بالحقِّ ما أحسنُ غيرَه» فبذا تحصلُ المطابقةُ، وأوردَ المصنِّف هذه الرِّواية هنا العارية عن هذهِ الزِّيادة تشحيذًا للأذهانِ _ ⌂ _ ما أدقَّ نظره.


[1] « صلعم »: ليست في (د).
[2] في (ع): «للصفة».
[3] في (د): «فعلمني يا رسول الله». وأسقط «أي».
[4] في (ع) و(د): «يتعلق».
[5] في (ص): «و».
[6] في (ب) و(س): «لما».
[7] في (د): «القرآن».