الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب من أحب العتاقة في كسوف الشمس

          ░11▒ (باب: من أحَبَّ العَتَاقَة فِي كُسُوف الشَّمس)
          العَتاقة: بفتح العين المهملة، قيَّده بالكسوف نظرًا إلى لفظ حديث أورده في الباب، وإلَّا فكذلك حكم الخسوف كما يأتي في كتاب العتق بلفظ: (كنَّا نؤمر عند الخسوف بالعَتاقة).
          قال القَسْطَلَّانيُّ: وهل يُقتصر على العَتاقة، أو هي مِنْ باب التَّنبيه بالأعلى على الأدنى؟ الظَّاهر الثَّاني لقوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء:59] وإذا كانت مِنَ التَّخويف فهي داعية إلى التَّوبة والمسارعة إلى جميع أفعال البرِّ، كلٌّ على قدر طاقته، ولمَّا كان أشدُّ ما يُتوقَّع مِنَ التَّخويف النَّارَ جاء النَّدب بأعلى شيء يتَّقي به النَّار لأنَّه قد جاء: ((مَنْ أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكلِّ عضو منه(1) عضوًا منه مِنَ النار)) فمَنْ لم يقدر على ذلك فليعمل بالحديث العامِّ، وقوله ╕: ((اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة)) ويأخذ مِنْ وجوه البرِّ ما أمكنه، قاله ابن أبي جمرة. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((منها)).