الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب التعوذ من عذاب القبر في الكسوف

          ░7▒ (باب: التَّعَوُّذ مِنْ عَذاب القَبْر...) إلى آخره
          قال الحافظ: قال ابن المنيِّر: مناسبة التَّعوُّذ عند الكسوف أنَّ ظلمة النَّهار بالكسوف تشابه ظلمة القبر وإن كان نهارًا، والشَّيء بالشَّيء يذكر، فيُخاف مِنْ هذا كما يُخاف مِنْ هذا، فيحصل الاتِّعاظ بهذا في التَّمسُّك بما ينجي مِنْ غائلة الآخرة(1). انتهى.
          قلت: أو لمَّا أنَّ عذاب القبر أوحِيَ إليه صلعم إذ ذلك، كما يشير حديث الباب، وبه جزم الحافظ في (باب: ما جاء في عذاب القبر) مِنْ كتاب الجنائز ويشكل عليه ما تقدَّم مِنْ عذاب القبر في الرَّجلين يُعذَّبان في كبير؛ النَّميمة والبول، فإنَّ ظاهره أنَّه كان في مَقْدَم المدينة، وغير ذلك / مِنَ الرِّوايات الَّتِي ذكرها البخاريُّ في (باب: عذاب القبر)، ومع ذلك جزم الحافظ بأنَّ عذاب القبر أُعلِم به النَّبيُّ صلعم في سنة الكسوف، وأوَّلَ ما خالف ذلك، وقال: فانتفى التَّعارض.


[1] فتح الباري:2/538