الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب تمني المريض الموت

          ░19▒ (باب: نهي تَمَنِّي الْمَرِيضِ الْمَوْتَ)
          كذا في «النُّسخة الهنديَّة»، وفي «نسخ الشُّروح الثَّلاثة»: <باب: تَمَنِّي المَرِيْض المَوت>.
          قالَ الحافظُ: أَيْ: هَلْ يُمْنَع مُطْلَقًا أَوْ يَجُوز فِي حَالَة ؟ ثمَّ ذكر اختلاف النُّسخ المذكور آنفًا.
          وقالَ القَسْطَلَّانيُّ تحتَ حديثِ الباب: ولابن حبَّان: ((لا يَتَمَنَّى أَحَدُكم المَوْتَ لضُرٍّ نَزَلَ بِه فِي الدُّنْيا...)) الحديث، فلو كان الضَّرر أخرويًّا(1) بأنْ خَشِي فتنة في دينه لم يدخل في النَّهي، وقد قال عمر بن الخطَّاب ☺ كما في «الموطَّأ»: ((اللَّهمَّ كَبُرَت سِنِّي / وضَعُفَت قُوَّتِي وانْتَشَرتْ رَعِيَّتي فاقْبِضْنِي إليكَ غَيْرَ مُضَيِّع وَلا مُفرِّط)) وعند أبي داود مِنْ حديث معاذ مرفوعا: ((فإذا(2) أردتَ بقوم فتنة فتَوَفَّنِي إليك غير مفتون)). انتهى.
          قوله: (لن يُدْخِلَ أحدًا عَمَلُهُ الجنَّة) بَسطَ العلَّامةُ السِّنْديُّ الكلام على شرح هذا الحديث، وقال أيضا: وأمَّا قوله: (فسَدِّدُوا) فمعناه: فتوسَّطوا في الأعمال ولا تفرِّطوا فيها، إذ ليس المدار عليها بل على الفضل، والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى.


[1] في (المطبوع): ((أخرويٌّ)) وقال في الحاشية: ((كذا في الأصل، وفي «القسطلاني»: ((للأخرى))، وهو الظاهر)).
[2] في (المطبوع): ((إذا)).