الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

حديث: اقبلوا البشرى يا بني تميم

          3191- قوله: (كانَ اللهُ ولَمْ يَكُنْ شَيْء)
          قالَ العلَّامةُ السِّنْديُّ: قوله: (كان الله)، أي: مع صفاته العليا، وترك ذكرها لأنَّها كالتَّوابع، فلا يلزم مِنَ الحديث نفي الصِّفات القديمة، وقد يقال: ولم يكن شيء غيره مبنيٌّ على أنَّ الصِّفات ليست غير الذَّات كما قرَّره أهل الكلام، لكنَّ الحقَّ أنَّ ذلك اصطلاح منهم، فبناء الحديث عليه لا يخلو عن خفاء، نعم [يمكن] أنَّهم بنَوا اصطلاحهم على ظاهر هذا الحديث بعد إثبات قِدم الصِّفات، كما أنَّ المعتزلة بنَوا نفيها عليه وعلى ما خيلوا مِنَ الأدلَّة العقليَّة الباطلة، والله تعالى أعلم.
          قوله: (وكان عَرْشُه على الماء...) إلى آخره، أي: بعد أن خلق بقرينة أوَّل الحديث، ولا حاجة إلى حمل الواو على معنى ثمَّ إذا الواو لا تنفي التَّرتيب في الوجود الخارجيِّ. انتهى.