الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب ذكر الملائكة

          ░6▒ (باب: ذكر المَلَائِكَة)
          قدَّم المصنِّف ذكر الملائكة على الأنبياء لا لكونها أفضل عنده، بل لتقدُّمهم في الخَلق، وسبق(1) ذكرهم في القرآن في عدَّة آيات، وقع في حديث جابر الطَّويل عند مسلم في صفة الحجِّ: ((اِبْدَؤُوا بِمَا بَدَأَ اَللَّهُ بِهِ)) ولأنَّهم وسائط بين الله والرُّسل في تبليغ الوحي والشَّرائع، فناسب أن يقدَّم الكلام فيهم على الأنبياء، ولا يلزم مِنْ ذلك أن يكونوا أفضل مِنَ الأنبياء، وقد ذكرت مسألة تفضيل الملائكة في كتاب التَّوحيد عند شرح حديث: (ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ منه(2)). انتهى مِنَ «الفتح».
          وكتب الشَّيخ قُدِّس سرُّه في «اللَّامع» تحت الباب: وجملة الرِّوايات الموردة فيه تدلُّ على وجود الملك وثبوته وهو المراد. انتهى.
          وبسط في «هامشه» الكلام على الملائكة لفظًا ومعنى، والاختلاف في حقيقتهم، وكذا في وجودهم، فارجع إليه.
          قال(3) الحافظ: ومِنْ أدلَّة كثرتهم ما يأتي في حديث الإسراء: (أنَّ البيت المعمور يدخله كلَّ يوم سبعون ألف مَلَك، ثمَّ لا يعودون) ثمَّ ذكر المصنِّف في الباب: أحاديث تزيد على ثلاثين حديثًا، وهو مِنْ نوادر ما وقع في هذا الكتاب أعني: كثرة ما فيه مِنَ الأحاديث، فإنَّ عادة / المصنِّف غالبًا يفصل الأحاديث بالتَّراجم، ولم يصنع ذلك هاهنا. انتهى.
          قلت: وسيأتي الكلام مِنْ تلك الأحاديث على حديث ابن مسعود: (ويُجمع(4) أحدكم في بطن أُمِّه أربعين يومًا) في أوَّل كتاب القدر إن شاء الله تعالى.


[1] في (المطبوع): ((ولسبق)).
[2] في (المطبوع): ((منهم)).
[3] في (المطبوع): ((وقال)).
[4] في (المطبوع): ((يجمع)).