الأبواب والتراجم لصحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {وأتوا البيوت من أبوابها}

          ░18▒ (باب: قول الله [تعالى]: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة:189])
          أي: بيان نزول هذه الآية، كذا في «الفتح».
          قال القَسْطَلَّانيُّ / تحت قوله: (نزلت هذه الآية فينا): ظاهره أنَّه مخصوص بالأنصار، وروى الحاكم وابن خُزيمة في «صحيحيهما»: ((كانت قريش تُدْعَى الحُمْس، وكانوا يدخلون مِنَ الأبواب في الإحرام، والأنصار وسائر العرب لا يدخلون منها...)) الحديث، فعُلم أنَّ سائر العرب يفعلون ذلك إلَّا قريشًا. انتهى.
          وقال الحافظ: وبيَّن الزُّهريُّ السَّبب في صنيعهم ذلك فقال: كان ناس مِنَ الأنصار إذا أهلُّوا بالعُمْرَة لم يَحُلْ بينهم وبين السَّماء شيء، فكان الرَّجل إذا أهلَّ فبدت له حاجة في بيته لم يدخل مِنَ الباب مِنْ أجل السَّقف أن يحول بينه وبين السَّماء، واتَّفقت الرِّوايات على نزول الآية في سبب الإحرام، إلَّا ما أخرجه عبد بن حُميد بإسناد صحيح عن الحسن قال: ((كان الرَّجل مِنَ الجاهليَّة يهمُّ بالشَّيء يصنعه، فيحبس عن ذلك، فلا يأتي بيتًا مِنْ قِبل بابه حتَّى يأتي الَّذِي كان همَّ به، فجعل ذلك مِنْ باب الطِّيَرة، وغيره جعل ذلك بسبب الإحرام)) وخالفهم محمَّد بن كعب القُرَظيُّ، فقال: ((كان الرَّجُل إذا اعتكف لم يدخل منزله مِنْ باب البيت فنزلت)) أخرجه ابن أبي حاتم بإسناد ضعيف.