إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال بسم الله

          141- وبالسَّند إلى المؤلِّف قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ (قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ) هو ابن عبد الحميد (عَنْ مَنْصُورٍ) هو ابن المعتمر (عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ) بفتح الجيم وسكون العَيْن المُهمَلَة، رافع الأشجعيّ مولاهم، الكوفيّ التَّابعيّ، المُتوفَّى سنة مئةٍ (عَنْ كُرَيْبٍ) مولى ابن عبَّاسٍ / (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) ☻ حال كونه (يَبْلُغُ بِهِ) بفتح أوَّله وضمِّ ثالثه، وسقط لفظ «به» لغير الأربعة، أي: يصل ابن عبَّاسٍ بالحديث (النَّبِيَّ صلعم ) وهذا كلام كُرَيْبٍ، أي: أنَّه ليس موقوفًا على ابن عبَّاسٍ، بل هو مُسنَدٌ إلى الرَّسول صلعم ، لكنَّه يحتمل أن يكون بواسطةٍ بأن(1) سمعه من صحابيٍّ سمعه من الرَّسول صلعم ، وأن يكون بدونها (قَالَ) أي: النَّبيُّ صلعم : (لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ) أي: زوجته، وهو كنايةٌ عن الجماع (قَالَ: بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا) أي: أَبْعِد عنَّا(2) (الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا) أي: الذي رزقتناه، والمُرَاد: الولد وإن كان اللَّفظ أعمَّ (فَقُضِيَ) بضمِّ القاف وكسر الضَّاد (بَيْنَهُمَا) أي(3): بين الأحد(4) والأهل، وللمُستملي والحَمُّويي: ”فقُضِيَ بينهم“ بالميم، نظرًا إلى معنى الجمع في الأهل(5) (وَلَدٌ) ذكرًا كان أو أُنثى (لَمْ يَضُرُّهُ) الشَّيطان بضمِّ الرَّاء على الأفصح، أي: لا يكون له على الولد سلطانٌ، فيكون من المحفوظين، أوِ المعنى: لا يتخبَّطُه الشَّيطان ولا يداخله بما(6) يضرُّ عقله أو بدنه، أو لا يطعن فيه عند ولادته، أو لم يفتنه بالكفر، وروى ابن جريرٍ في «تهذيب الآثار» بسنده عن مجاهدٍ قال: إذا جامع الرَّجل أهله ولم يُسمِّ انطوى الجانُّ على إحليله فجامع معه، فذلك قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}[الرحمن:74](7).


[1] زيد في (س) و(س): «يكون».
[2] في (د) و(ص): «منا»، وسقط «أي: أبعد عنَّا» من (م).
[3] «أي»: سقط من غير (ب) و(س).
[4] في (ص): «الرَّجل».
[5] في (د): «الأصل».
[6] في (ص): «ممَّا».
[7] قوله: «وروى ابن جريرٍ في تهذيب الآثار... فذلك قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}» سقط من (ص).