التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: مثل المؤمن كمثل خامة الزرع

          7466- قوله: (حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بضَمِّ الفاء، وفتح اللام، وأنَّه ابن سليمان العدويُّ، وتَقَدَّمَ مترجمًا.
          قوله: (كَمَثَلِ خَامَةِ الزَّرْعِ): (الخَامَةُ): بالخاء المُعْجَمَة، وبميم مُخَفَّفة بعد الألف، ثُمَّ تاء التأنيث، قال الدِّمْيَاطيُّ: (هي الطاقة الليِّنَة الغَضَّة من الزرع، وألِفُها منقلبةٌ عن واو)، انتهى، وهذا لفظ ابن الأثير في «نهايته»، وكذا جعلها في (خوم) الجوهريُّ، ولفظه: (الخامة: الغَضَّة(1) الرَّطْبَة من النبات)، ثُمَّ ذكر هذا الحديث، وفي «المطالع» مقتضى إخراجه لها أن تكون ألِفُها منقلبةً عن ياء، وقال فيها: (خامة الزرع: ورقته الغَضَّة الرَّطْبَة، وقيل: بل ضعيفة)، انتهى، وقد تَقَدَّمَت فيما مضى [خ¦5643].
          قوله: (يَفِيءُ وَرَقَهُ): (يَفِيءُ): بفتح المُثَنَّاة تحت في أوَّله، ثُمَّ فاء مكسورة، وهمزة في آخره، و(وَرَقَهُ): مَنْصُوبٌ، كذا في أصلنا الذي سمعنا فيه على العِرَاقيِّ، وفي هذا الضبط نظرٌ، وينبغي أن يكون (يُفِيء) بضَمِّ أوَّله والباقي مثله؛ حتَّى يكون متعدِّيًا، وينصبَ (الورق)، وإلَّا؛ فذاك الضبطُ على أنَّه لازمٌ؛ فـ (ورقُه): مَرْفُوعٌ فاعلٌ؛ لأنَّ (فاء): لازمٌ، ومعناه: رجع، و(أفاءَه غيرُه): متعدٍّ، وكما ذكرتُه رأيتُه في نسخةٍ صحيحةٍ: فتح ياء (يَفيء)، ورفع (ورقُه)، وفي لفظ آخر: (مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ تُفَيِّئُهَا(2))؛ أي: تحرِّكها وتميِّلها يمينًا وشمالًا، والله أعلم، وقد طرأ على أصلنا نقط (تفيء) بنقطتين من فوق، فعلى هذه؛ تكون مضمومة التاء (تُفيء)؛ يعني: الريحُ، فـ (ورقَه) على هذه مَنْصُوبٌ؛ لأنَّه مفعولٌ، وهذا قُيِّدَ على أنَّه رُباعيٌّ، لكنَّه لم يتعرَّض لضَمِّ التَّاء؛ لأنَّ (فاء) لازمٌ، والرُّباعيُّ متعدٍّ، ولكن تبقى فيه رِكَّةٌ إذا قُرِئ ما بعده.
          قوله: (تُكَفِّئُهَا): هو بضَمِّ أوَّله، وفتح الكاف بعدَه، ثُمَّ فاء مكسورة مُشَدَّدة، ثُمَّ همزة مضمومة، كذا هو مضبوطٌ في أصلنا، ومعناه: تميِّلُها.
          قوله: (يُكَفَّأُ بِالبَلَاءِ): هو بضَمِّ أوَّله، وفتح الكاف، ثُمَّ فاء مُشَدَّدة، ثُمَّ همزة، كذا في أصلنا مضبوطٌ بالقلم، وعليه (صح)، وفي نسخة أخرى هي في هامش أصلنا وعليها علامة نسخة الدِّمْيَاطيِّ: (يُكْفَأ)؛ بضَمِّ أوَّله، وإسكان الكاف، وهمزة في آخره، وكلُّه قريبٌ.
          قوله: (كَمَثَلِ الأَرْزَةِ): قال في المطالع: («الأَرْزَة»: بفتح الهمزة وسكون الراء، كذا الرواية، وهو الصَّنوبر، وقال أبو عبيدة: إنَّما هو الآرِزَة؛ على وزن «فَاعِلَة»، ومعناها: الثابتة في الأرض، وأنكر هذا أبو عبيد)، انتهى، وقال ابن الأثير في «نهايته»: («الأرزة»: بسكون الراء وفتحها)، وذكر كلام أبي عبيدة، وإنكارَ أبي عبيد، وقد تقدَّمه الجوهريُّ فنقل فيها اللغتين، وقد تَقَدَّمَ هذا كلُّه، والله أعلم [خ¦5643].
          قوله: (صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً): (صَمَّاء): ممدود مفتوح؛ لأنَّه لا يُصرَف، وهو صفةٌ لـ (الأرزةِ)، وهي مجرورةٌ، وأمَّا (مُعْتَدِلَةً)؛ فهو مَنْصُوبٌ مُنَوَّن، حال.


[1] زيد في (أ): (من).
[2] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (تُكَفِّئُهَا)؛ كالموضع اللاحق.