التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}

          قوله: (قَالَ الزُّهْرِيُّ): تَقَدَّمَ أعلاه وقبله مرارًا أنَّه مُحَمَّد بن مسلم ابن شهاب.
          قوله: (وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ): هذا هو كعب بن مالك الأنصاريُّ السُّلَميُّ، أحد الثلاثة الذين خُلِّفوا، شهد العقبة، ولم يشهد بدرًا، كما ذكر هو في «الصحيح» [خ¦3951]، له أحاديثُ، وكان من شعراء النَّبيِّ صلعم، تَقَدَّمَ ☺ [خ¦443].
          قوله: (وَقَالَ مَعْمَرٌ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه بفتح الميمين، بينهما عين ساكنة، وقد كتب بعضُ الحُفَّاظ المُتَأخِّرين تجاهه: (معمر هذا ليس هو ابنَ راشد، بل هو ابن المثنَّى، أبو عبيدة اللُّغويُّ)، انتهى، وما قاله صحيحٌ، وهو مشهور الترجمة، وأظنُّني ترجمْتُه فيما مضى [خ¦3434].
          قوله: ({ذَلِكَ الْكِتَابُ}[البقرة:2]: هَذَا القُرْآنُ): يعني: أنَّ الضميرَ لغائبٍ، والمرادُ الحاضرُ.
          قوله: ({هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}[البقرة:2]: بَيَانٌ وَدَِلَالَةٌ): تَقَدَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ أنَّ (دَِلالة) بفتح الدال وكسرها، ويُقال من حيث اللغةُ: دُلولة [خ¦96/24-10877].
          قوله: (كَقَوْلِهِ: {ذَلِكُمْ حُكْمُ اللهِ}[الممتحنة:10]) أي: هذا حكم الله؛ يعني: أنَّ الضمير لغائبٍ، والمرادُ الحاضرُ.
          قوله: (وَمِثْلُهُ: {حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم}[يونس:22]؛ يَعْنِي: بِكُمْ)؛ يعني: وإن كان الضمير لغائبٍ، فإنَّ المرادَ الحاضرُ المخاطبُ، وقوله: (وَمِثْلُهُ): هو بكسر الميم، وإسكان الثاء المُثَلَّثَة، وكذا هو في أصلنا بالإسكان، وفي نسخةٍ صحيحةٍ مقروءَةٍ مقابلةٍ على عِدَّة نسخٍ كذلك بكسر الميم وإسكان الثاء، وكانت قبل ذلك بضَمِّ الميم والثاء؛ فأُصْلِحَت على ما ضبطته أوَّلًا، وهذا ظاهِرٌ؛ أعني: أنَّ {ذَلِكَ} بمعنى: (هذا)، كما قاله مَعْمَرٌ؛ ولقوله تعالى: {ذَلِكُمّ حُكْمُ اللهِ}[الممتحنة:10]؛ أي: هذا ومِثْلُه يعني: أنَّها قد جاءت الغيبةُ بمعنى الحضور، وأُقِيم الغائبُ مكانَ الحاضر، وقال لي بعض فضلاء الحلبيِّين: («ومُثُلُه»؛ يعني: بضَمِّ الميم والثاء)، وهذا له معنًى، ولكنَّ الظاهرَ المتَيَقَّنَ ما ضبطتُه به أوَّلًا، وكما هو في أصلنا، وفي الأصلِ الذي ذكرتُه المقابَل المصحَّح، وقد ذاكرتُ بذلك رجلين فاضلين ذكيَّين، فقالا: (إنَّ الضبط الذي ذكرته هو الظاهر، بل المتيَقَّن)، وتوقَّفا في الذي ذكره لي بعض الفضلاء.
          ثُمَّ لتعلم أنَّ ({آيَاتُ}[لقمان:2]): (أَعْلَامُ)، فقوله: (ومُثُلُه) هو تفسيرٌ لماذا؟! ثُمَّ أيضًا ما جرت غالبُ عادة البُخاريِّ صاحبِ الكتاب إلَّا أنَّه يُفَسِّر كلمةً بكلمةٍ غالبًا، والكلمةُ المفسَّرةُ كلمةٌ، ويبقى التفسيرُ كلمتين، وما أُراه يصحُّ ما قاله قطعًا، وقد قدَّم البُخاريُّ هذا الكلامَ بعينه في (سورة يونس)، وقد ذكرت هناك شيئًا وقع لشيخِنا الشارحِ فيه؛ فانظره [خ¦65-6788].
          و(الأعلام): جمع (علَم)، و(العَلَم): العلامة، قاله الجوهريُّ.
          قوله: ({وَجَرَيْنَ بِهِم}[يونس:22]؛ يَعْنِي(1): بِكُمْ) / : قال شيخنا في (سورة يونس): (قلتُ: ويجوز أن يكون عَودًا بعد الخطاب إلى الإخبار)، انتهى.
          قوله: (بَعَثَ النَّبِيُّ صلعم خَالَهُ حَرَامًا): هو بالحاء المُهْمَلَة، والراء، وهو ابنُ مِلحان، وهو أخو أمِّ سُلَيم وأمِّ حرام ابنتَي مِلحان، وقد تَقَدَّمَ، وقوله: (بعث خاله)، وفي نسخة: (بعث خالي)، فرواية: (خالي) ظاهرةٌ، وأمَّا رواية: (خاله)؛ فيحتمل أن يعود الضمير على أنس، وهذا الصحيح، ويحتمل عودُه إلى النَّبيِّ صلعم؛ وذلك لأنَّهم ذكروا أنَّ أمَّ حرام خالةُ النَّبيِّ صلعم، وقد قدَّمتُه مُطَوَّلًا، وكلامَ الدِّمْيَاطيِّ، وإنكارَهُ ذلك، وأنَّه إنَّما كان يدخل عليها بالعصمة [خ¦2788]، وقوله: (بَعَثَ... خَالَهُ حرامًا(2)): يوهم أنَّه الأميرُ، وقد تَقَدَّمَ في (غزوة الرجيع) أنَّ الأميرَ المنذرُ بن عمرو، وقد قَدَّمْتُ متى كان الإرسالُ، وكم عدد المرسَلِ، ومَن أميرهم؛ فانظر ذلك.
          وقوله: (إِلَى قَوْمٍ(3)): تَقَدَّمَ في (الرجيع) مَن القوم، ولكنَّ هذا البَعثَ بَعثُ بئر معونة.
          قوله: (أُبَلِّغُْ): يجوز في (أبلِّغ) الجزم، ويجوز الرفع، وهما ظاهران.


[1] في (أ) هنا: (المعنى)، والمثبت من «اليونينيَّة» و(ق) والموضع السابق.
[2] في (أ): (ما)، ولعلَّ المُثْبَتَ هو الصَّوابُ.
[3] كذا في (أ) و(ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة» وهامش (ق) مصحَّحًا عليها: (قومه).