التلقيح لفهم قارئ الصحيح

قول الله تعالى: {ويحذركم الله نفسه}

          قوله: (بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران:28]): ذكر ابنُ المُنَيِّر ما في الباب على عادته، ثُمَّ قال: (ترجم على ذكر النَّفْسِ في حقِّ الباري جلَّ جلاله، وجميع ما ذكره يشتمل على ذلك إلَّا حديثَ عبد الله المذكورَ أوَّلًا _يعني: «ما من أحد أغيرُ من الله، ومن أجل ذلك حرَّم الفواحش...» الحديث_ قال ابن المُنَيِّر: فليس لـ «النَّفْسِ» فيه ذكرٌ، فوجه مطابقته _والله أعلم_ أنَّه صدَّر الكلام بـ «أَحَد»، و«أَحَد» الواقع في النفي عبارةٌ عن «النفس» على وجهٍ مخصوصٍ، وليس هو «أحدًا» في قوله: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ}[الإخلاص:1-2]، هذاك من الوحدة؛ أي: الواحد، وهذا كلمةٌ مرتجلةٌ في النفي لبني آدم، هذا أصلها، فإذا قال القائل: «ما في الدار أحدٌ»؛ لم يُفهَم إلَّا نفيُ الأناسيِّ؛ ولهذا كان في قولهم: «ما في الدار واحدٌ إلَّا وَتِدًا» استثناء من غير الجنس، ومقتضى الحديث إطلاقُه على الحقِّ؛ لأنَّه لولا صحَّة الإطلاق؛ ما انتظم الكلامُ في مِثْل قولِ القائل: «ما أحدٌ أحسن من ثوبي»؛ إذ الثوب ليس من الأحديِّين، بخلاف: «ما أحدٌ أعلم من زيد»؛ لأنَّ زيدًا من الأحديِّين، والله أعلم)، انتهى.