التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله تعالى: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها}

          قوله: (أُعْطِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ): (أُعطِيَ): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(أهلُ): مَرْفُوعٌ نائبٌ مَنَابَ الفاعل، و(التوراة) الأولى: مضافٌ إليه مجرورةٌ، والثانية: منصوبةٌ مفعولٌ ثانٍ، وهذا ظاهِرٌ كلُّه، وكذا (أُعْطِيَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ الإِنْجِيلَ).
          قوله: (وَأُعْطِيتُمُ): هو مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ.
          قوله: (وَقَالَ أَبُو رَزِينٍ): هو بفتح الراء، وكسر الزاي، الظاهرُ أنَّه مسعودُ بن مالك، فإنْ كان هو؛ فقد تَقَدَّمَ ببعض ترجمةٍ في (الحيض) [خ¦6/3-500]، وليس هو بلقيط بن عامر ابن المُنْتَفِق بن عامر بن عُقَيل العامريِّ العُقَيليِّ أبي رَزِين، هذا له وفادةٌ، وهو صحابيٌّ، ويُقال فيه: لقيط بن صبرة، جعله هو والذي قبلَه البُخاريُّ _وهو لقيط بن صبرة وافد بني المُنْتَفِق_ واحدًا، وفرَّقهما مسلمٌ، والله أعلم؛ وذلك لأنَّ شيخَنا قال في هذا التعليق: (أسنده ابن المبارك في «رقائقه» عن سعيد بن سليمان، عن خلف ابن خليفة: حَدَّثَنَا حُميد الأعرج قال: قال أبو رَزِين...؛ فذكره)، انتهى، وحُميد الأعرجُ: هو حُمَيد بن قيس، إنَّما يروي عن التابعين، وأبو رَزِين الأسَديُّ قد عُدَّ في الصَّحَابة، واسمه مسعود ابن مالك، تابعيٌّ بيقين، تَقَدَّمَ [خ¦6/3-500].
          وشخصٌ آخرُ يُقال له: أبو رَزِين لم يروِ عنه غيرُ ابنه عبد الله، وكلاهما مجهولٌ، حديثه في (الصيد يتوارى)، وآخَرُ يُقال له: أبو رَزِين من أهل الصُّفَّة، له ذِكرٌ في حديثٍ ضعيفٍ عن عبد الرَّحْمَن ابن عوف، و(أبو رَزِين) في الرواة جماعةٌ، والله أعلم.
          قوله: ({يُتْلَى}[النساء:127]: يُقْرَأُ): هما(1) مبنيَّان لِما لم يُسَمَّ فاعِلُهُما، و(يُقرَأُ): مهموزُ الآخِر، وهذا ظاهِرٌ، و{يُتْلَى}: معتلٌ، وهذا أظهرُ.
          قوله: (بِأَرْجَأِ عَمَلٍ): (أَرجأ): يجوز همزُه وتسهيلُه، وكذا (أَرْجَأ): بالهمز وعدمِه.
          قوله: (ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ): تَقَدَّمَ الكلام على (الحجِّ المبرورِ) في (كتاب الإيمان)؛ بكسر الهمزة [خ¦26]، وهو الذي لا يرتكب صاحبُه فيه معصيةً، قاله القاضي عياض، ولفظُه: (عن شِمْر: هو الذي لا يخالطه شيءٌ من المأثم)، وقيل: (المبرور): المُتَقَبَّل، ويجوز أن يكونَ (المبرورُ): الصادقَ والخالصَ لله تعالى، وقد تَقَدَّمَ هناك مُطَوَّلًا؛ فانظره [خ¦26]، والله أعلم. /


[1] في (أ): (هو)، ولعلَّ المُثْبَتَ هو الصَّوابُ.