التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله

          قوله: (بَابُ مَا يُذْكَرُ فِي الذَّاتِ وَالنُّعُوتِ): (يُذكَر): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(الذاتُ): معروفةٌ؛ وهي الحقيقة، قال النَّوويُّ في «تهذيبه»: (هذا اصطلاحُ المتكلِّمِين، وقد أنكره بعض الأدباء عليهم، وقال: لا تُعرَف «ذات» في لغة العرب بمعنى: حقيقة، وإنَّما «ذات» بمعنى: صاحب، وهذا الإنكارُ منكرٌ، بل الذي قاله المتكلِّمون _وقد ذكره الفقهاء أيضًا_ صحيحٌ، وقد قال الواحديُّ في أوَّل «سورة الأنفال» في قوله: {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ}[الأنفال:1]: قال أبو العَبَّاس ثعلب: {ذَاتَ بِيْنِكُمْ}؛ أي: الحالة التي بينكم، والتأنيث عنده لـ «الحالة»، وهو قول الكوفيِّين، وقال الزَّجَّاج: معنى {ذَاتَ بِيْنِكُمْ}: حقيقةَ وَصْلِكم، و«البين»: الوصل، وقال صاحب «النظم»: {ذَاتَ}: كناية عن الخصومة والمنازعة ههنا، وهي الواقعة بينهم)، انتهى، وقال غيره: منع الأكثرون (الذات) عليه سبحانه؛ للتأنيث، وفي كلام خُبَيب ☺: [من الطويل]
          وذلك في ذات الإله...
          وقال النَّبيُّ صلعم: «لم يكذبْ إبراهيمُ صلعم إلَّا ثلاثَ كذبات؛ ثِنتين في ذات الله»، وهذا في «البُخاريِّ» [خ¦3358] و«مسلمٍ»، والله أعلم.
          و(النعوت): جمع (نعْتٍ)؛ وهو الصفة.
          قوله: (وَقَالَ خُبَيْبٌ: وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ): هو بضَمِّ الخاء المُعْجَمَة، وفتح المُوَحَّدة، وهو خُبَيب ابن عديِّ بن مالك الأنصاريُّ الأوسيُّ، وقد قَدَّمْتُ الكلام مع مَن عدَّه بدريًّا [خ¦3045]، وخُبَيب بن عديٍّ هذا قُتِل صبرًا بمكَّة، ☺، وقصَّته مشهورةٌ في «الصَّحيح» [خ¦3045]، لكنَّه لم يحضر بدرًا، ولا قتلَ الحارثَ ابن عامر الذي حضر بدرًا، وقتلَ الحارثَ بن عامر خبيبُ بن إساف بن عِنَبة، والله أعلم.